ثم تأتى إلى حومة فيها قبر يعرف بالقاضى بكّار «١» ، تدخل وأنت مستقبل القبلة تجد قبرا تحت رجليه وقبرا «٢» عند رأسه، فالذى عند رأسه يقال لهم أصحاب قضبان الذهب «٣» وهم ثلاثة: إبراهيم، وهو أكبرهم، وعبيد الله، ومحمد.. قيل: إن إبراهيم رئى فى المنام وهو يقول: من زارنا فكأنما تصدّق بقضبان الذهب، وكانت فى يده..
والذي عند رجليه يقال له قبر أبى العباس أحمد بن المشجرة «٤» كان من أحسن الناس قراءة، وكان من قرّاء الأفضل بن أمير الجيوش «٥» ، وكان ذات يوم عند قبر الشيخ أبى الحسن الدينورى يزوره، فاختاره أحد الفقراء «٦» أن يقرأ له آية من كتاب الله تعالى، فامتنع ولم يقرأ، فمنع القراءة.. فلما حضر مجلس الأفضل بن أمير الجيوش طلب منه القراءة، فلم يستطع، فقال له الأفضل:
ما يمنعك من القراءة؟ فقال له: لن أستطيع. فأمر أن يأخذ «٧» له من خزانة الشراب ما يصلح موضع القرآن.. فقصّ عليه قصّته «٨» مع الفقير، فقال: