أربعمائة «١» دينار، وبقى علىّ ستمائة دينار، فتحيرت، وكلّمت أبا جعفر، وكلمت إنسانا من الناس ليطلعا الماذرائى على حالى «٢» ، فلم يفعلا، فقلت:
والله لأمضينّ إلى عبد الله بن أحمد بن طباطبا، [فأتيته]«٣» فأطلعته على حالى، وعرّفته أنّ عمّى، وأبا جعفر، وغيرهما من الناس، امتنعوا «٤» من سؤاله، فقال: أنا والله أمضى معك. فقدّموا إليه دابّة، فركب معى إلى أبى بكر الماذرائى، فقال له: يا سيدى، هذا الفتى غرّه جماعة «٥» حتى أخذ ضيعة بألف دينار، فلم تغلّ له سوى أربعمائة دينار «٦» ، وقد تحملت عنه من مالى- لشرفه وقرابته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم- خمسمائة دينار. ففتح أبو بكر الدواة ووقّع [بالاحتساب «٧» خمسمائة دينار] وحصلت على الأربعمائة المختصة، وبارك الله لى فيها «٨» .
وقال أبو محمد أيضا: حدثنى صديق لى قال: وقفت بقبر عبد الله بن أحمد بن طباطبا، وذكرت أفضاله، فقلت:
وخلّفت الهموم على أناس ... وقد كانوا بعيشك فى كفاف «٩»