للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى أيامه قدم المعز لدين الله الخليفة الفاطمى، فلما قضى «١» قيل للقاضى: اخرج إلى لقائه، فقال: ليس لى به حاجة.

وكان دخول المعز فى سنة اثنتين «٢» وستين وثلاثمائة. وكان جوهر القائد الأزهرى «٣» قد أقرّه على ولايته لمّا دخل على عساكر المعز، قبل أستاذه لتسلّم الديار المصرية، ثم إن المعز لما جلس بمصر واستدعى وجوه الناس قال:

أين القاضى؟ فقيل له يحضر، فجىء به إليه، فنظر عليه أثوابا خلقة «٤» ، فقال:

أنت القاضى؟ قال: نعم. فقال المعزّ: القاضى يعطى ألف دينار لإصلاح حاله. فقال: ليس لى به حاجة. فغضب المعز وقال: تردّ علىّ هديتى؟! فقال: ليس لى به حاجة، وعندى قوت ثلاثة أيام. فقال له رجل من أهل الشرطة: إنّه يدّعى الورع بين يديك. فقال المعز: ما يقول هذا. وكان المعز كثير الحلم. فقال القاضى: اللهمّ إن كان ما قال حقّا «٥» فاغفر له، وإلّا فاسلبه عقله. فجنّ من وقته، فتعجب المعز لذلك، وكان يزوره بعد ذلك مستخفيا.