فوجده على المنبر وهو يعظ، فلما رآه ضحك وصفق بأكمامه وقال: لولا الجنّى ما عرفتنا «١» .
*** ثم تخرج من التربة «٢» وتمضى إلى مسجد زهرون تجد [قبر]«٣» صحابىّ وشهيد، وتحت مسجد زهرون قبور الخولانيين [رحمهم الله تعالى- وكتبوا عليها ألواح الرخام، ومكتوب على لوح الذي بنى]«٤» المسجد منهم: يقول محمد أبو الحسن بن محمد بن عثمان بن عمران بن زكريا الخولانى: إنّى عبد الله، مقرّ بوحدانيته، معترف بربوبيّته، وإنى أشهد أن لا إله إلّا الله سبحانه، وأنّ محمدا عبده ورسوله «٥» ، صلّى الله عليه وعلى آله وسلم، وأنّ الله تعالى خلقنى وأحيانى، ويميتنى ويحيينى، ويحاسبنى. اللهم اغفر «٦» لى ذنوبى وتجاوز عن سيّئاتى، وارحم ضعفى، واعف عنى، وقنى عذاب النار. اللهم إنى متوكل على إحسانك وفضلك يا مالك الدنيا والآخرة. بنيت هذا القبر فى شوال لتسع وخمسين وثلاثمائة، وقد مضى من عمرى خمس وأربعون «٧» سنة. اللهم، وأنت أعلم بعمرى، فاجعل ما بقى منه فى طاعتك وابتغاء مرضاتك. وأوصيكم إخوانى أنى إذا متّ أن تجعلونى فيه، وتحلونى، وتستغفروا «٨» لى ربى، إنه كان غفّارا. اللهم «٩» وتب علىّ، وتوفّنى مسلما، وأنت أرحم الراحمين.