أبو بشير، فلما أفاق قال: أيها الشيخ، إنّا كنّا نسمع هذا حديثا، والآن نراه مشاهدة «١» .
قال الشيخ أبو القاسم: قال لى «على الحمّال» وكان ثقة، وحلف لى بطلاق زوجته التى أعرفها، أنه رأى الشيخ أبا عبد الرحمن بن الجوهرى فى جنازة «عبد الرحمن»«٢» بمصر، فأسرع فى طلبه فلم يدركه.
وقال لأصحابه ذات يوم: إنى لأعرف من كلّمه: الكرام الكاتبون.
قال: وقال بعض أصحابنا: خرجت يوما إلى القرافة ومعى جارية لا تعرف الطريق، وكنت راكبا وهى ماشية، فشغلنى إنسان بالحديث، ومشت الجارية فتاهت عن الطريق فلم أجدها، فدخلت على الشيخ وعرّفته ذلك، فقال:
ما اسمها؟ فقلت: فلانة. فقال: وما جنسها؟ فعرّفته. فقال:«اللهمّ إن كان عدا عليها عاد فحل بينها وبينه، وإن كانت قد ضلّت فضيّق عليها السبيل حتى ترجع «٣» إلى مخرجها، يا قيوم» . ومضيت من عنده وقد بئست من الجارية بسبب ما كان عليها، وجئت إلى بيتى مغموما، فلما جلست إذا بالباب يدق، فخرجت، فوجدت الجارية، فقلت: ما بالك؟ قالت: إنك غبت عن عينى فلم أرك، فبقيت حائرة، فمشيت، فرأيت زقاقا «٤» من جديد، فمشيت فيه إلى أن وصلت إلى هاهنا.
وذكر- رحمه الله- أنه رأى والدته فى النوم بعد موتها، وعليها ثياب من حرير أبيض وأخضر وأصفر، وهى فيها تخطر، وحولها شماريخ «٥» ، وهى