للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كثرة الناس على الجنازة «١» ، قال الراوى: فلما أخرج من القارب وحمل على أكتاف الرجال جاءت طيور خضر فاكتنفت الجنازة «٢» ترفرف عليه حتى عطف به عند «حمّام الغار» وغاب عنى، فذكرت ذلك لأبى يحيى بن هلال بعد زمان، فقال لى: لقد رأيت مثل هذه الطيور ترفرف على جنازة المزنّى.

وأنشد بعضهم فى ذلك «٣» :

ورأيت أعجب ما رأيت ولم أكن ... من قبل ذاك رأيته لمشيّع «٤»

طيرا ترفرف فوقه وتحفّه ... حتّى توارى فى حجاب المضجع

ثمّ احتجبن عن العيون ولم أحط ... علما بكنه مصيرها والمرجع «٥»

وأظنّها رسل الإله لعبده ... - والله أعلم- فوق ذاك المرجع «٦»

وتنزّل القطر الذي كنّا نرى ... وهبوب تلك الذّاريات الزّعزع «٧»

إن شئت قل: بكت السّماء لفقده ... أو قل: سقته بهيدب لم يقلع «٨»