ولا فى البحر قطرات، ولا فى الرّياح روحات، ولا فى الأرض جنّات «١» ، ولا فى قلوب الخلائق خطرات، ولا فى أعضائهم حركات، ولا فى عيونهم لحظات إلّا وهى لك شاهدات، وعليك دالّات، وبربوبيّتك معترفات، وفى قدرتك متحيرات، فبقدرتك التى تحيّر بها من فى السماوات والأرض إلّا صليت على محمد، وعلى آل محمد، وأخذت قلبه عنى» . قال: فقام «المتوكل» يخطو حتى اعتنقنى، ثم قال لى «٢» : أتعبناك يا أبا الفيض، إن تشأ تقم «٣» عندنا، وإن تشأ تنصرف. فاخترت الانصراف «٤» .
وروى «٥» عنه قال: رأيت رجلا من السّائحين «٦» فقلت له: من أين أنت؟ فقال منشدا عند قولى له:
من عند من علق الفؤاد بحبّه ... فشكا إليه بخاطر مشتاق
يبكى الوصال بعبرة مسفوحة ... فيها شفاء لوامق توّاق «٧»
وقال أيضا: عبد ذليل، ولسان كليل «٨» ، وعمل قليل، وكرب طويل، ونيل جزيل «٩» ، فأين أذهب يا سيدى إلّا بالدّليل؟