للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن أبى الحسن قال «١» : مررت باللّيث بن سعد فتنحنح لى، فرجعت إليه، فدفع لى قرطاسا وقال: اكتب لى فيه أسماء «٢» من يلزم المسجد، ومن لا بضاعة له ولا غلة. فقلت له: جزاك الله خيرا يا أبا الحارث، وأخذت الورق «٣» وسرت إلى المسجد، فلما صليت قدّمت السّراج وكتبت: بسم الله الرّحمن الرحيم، فلان بن فلان، ثم إنّ نفسى لم تدعنى أكتب شيئا، وعسرت علىّ الكتابة، وضاق صدرى، فبينما أنا كذلك إذ غلبتنى عيناى «٤» فنمت، فآتانى آت فى منامى فقال لى: ها الله يا سعيد، تأتى إلى قوم عاملوا الله تعالى سرّا فتكشفهم لادمّى، مات الليث بن سعد، ومات شعيب بن الليث، أليس مرجعهم إلى الله تعالى الذي عاملوه؟ قال: فاستيقظت ولم أكتب شيئا، فلما أصبحت أتيت إلى الليث بن سعد، فلما رآنى تهلل وجهه وفرح بقدومى، فناولته [القرطاس] «٥» فنشره، فإذا فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم، فلان ابن فلان، فسألنى: لم لا تكتب؟ فأخبرته بالمنام «٦» ، فصاح صيحة عظيمة، فاجتمع علينا الناس وقالوا: ما الخبر يا أبا الحارث؟ فقال: ما تمّ إلّا الخير. ثم قال: يا سعيد، صدق القائل، مات الليث بن سعد، ومات شعيب ابن الليث، أليس مرجعهم إلى الله سبحانه وتعالى؟!

قال «٧» علىّ بن محمد: وكان سعيد هذا من الأبدال.