وأخبرنا قاضى بلده نصر بن محمد بن أحمد قال: سمعت أبا علىّ الرّوذبارىّ يقول: سمعت بحرا «١» يقول: قال المزنى: خرجت [إلى]«٢»«البرلس» أطلب الميرة «٣» ، فمررت بقوم يشربون النبيذ على شاطىء البحر، والملاهى تخرج إليهم من باب دار بحذائهم، فهممت أن أعظهم وأنكر عليهم، فخشيت الضّرر بالرّكب، فلما رجعت رأيت باب الدار مسدودا! فذكرت قول الشاعر:
قد شاب رأسى ورأس الحرص لم يشب ... إنّ الحريص على الدّنيا لفى تعب
بالله ربّك كم بيت مررت به ... قد كان يعمر باللّذّات والطّرب «٤»
طارت عقاب المنايا فى جوانبه ... فصار من بعده بالويل والحرب «٥»
فقلت «٦» أنشدك ما هو أحسن من هذا؟ فقال: هات يا بحر «٧» . فقلت عند ذلك:
نراع إذا الجنائز قابلتنا ... ونغفل حين تبدو ذاهبات «٨»