كثير من الصّلحاء، وانعقد عليه إجماع المشايخ والعلماء بالتبجيل والاحترام، وحكّموه فيما اختلفوا فيه، ورجعوا إلى قوله، وأبرزوا «١» عدالته، واعترفوا بفضيلته.
وكان ظريفا جميلا، مشتملا على أطيب الأخلاق، وأكمل الآداب، وأشرف الصّفات.
وكان له كلام على لسان أهل التحقيق، منه:«الطريق إلى معرفة الله تعالى وصفاته الفكر، والاعتبار بحكمه وآياته، ولا سبيل للألباب إلى معرفة كنه ذاته، ولو تناهت «٢» الحكم الإلهيّة فى حدّ «٣» العقول وانحصرت «٤» القدرة الرّبّانية فى درك «٥» العلوم لكان ذلك تقصيرا فى الحكمة، ونقصا فى القدرة، لكن احتجبت أسرار «٦» الأزل عن العقول، كما استترت سبحات «٧»
الجلال عن الأبصار، فقد رجع معنى الوصف، [فى الوصف]«٨» ، وعمى الفهم عن الدّرك «٩» ، ودار الملك فى الملك، وانتهى المخلوق إلى مثله، واشتدّ الطلب «١٠» إلى شكله، وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً
«١١» . فجميع المخلوقات- من الذّرّة إلى العرش- سبل متصلة [إلى