الغيبى «١» ، لطلب [الزيادات، فانكشف لهم من مدخور الخزائن تحت كل ذرّة من ذرّات الوجود]«٢» علم مكنون، وسرّ مخزون، وسبب متّصل بحضرة القدس، يدخلون منه على سيّدهم- عزّ وجلّ- فأراهم من عجائب ما عنده مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» .
ومنه:«من لم يجد فى قلبه زاجرا فهو خراب، ومن عرف نفسه لم يغترّ بثناء الناس عليه، ومن لم يصبر على صحبة مولاه ابتلاه الله بصحبة العبيد، ومن انقطعت آماله- إلّا من مولاه- فهو عبد حقيقة. والدّعوى من رؤية النفس، واستلذاذه بالبلاء تحقيق بالرّضا. وحلية العارف الخشية والهيبة، وإياكم ومحاكاة أصحاب الأحوال قبل إحكام الطّريق وتمكّن الأقدام، فإنّها تقطع بكم [عن السّير] «٣» ، ودليل تخليطك صحبتك للمخلطين «٤» ، ودليل بطالتك ركونك للبطّالين، ودليل وحشتك أنسك بالمستوحشين.
وكان يتمثل بهذه الأبيات:
يا غارس الحبّ بين الجلد والكبد ... هتكت بالصّدّ ستر الصّبر والجلد
يا من يقوم مقام الموت فرقته ... ومن يحلّ محلّ الرّوح فى الجسد
قد جاوز الحبّ بى أعلى مراتبه ... فلو طلبت مزيدا منه لم أجد
إذا دعا النّاس قلبى عنك مال به ... حسن الرّجاء فلم يصدر ولم يرد «٥»
إن توفنى لم أرد ما دمت فى بلد ... وإن تغيّرت لم أسكن إلى أحد