وقال بعض أصحابه: كنت أراه سائرا فى الشتاء «١» وهو على رءوس الجبال يرفضّ «٢» عرقا.
وقال ممشاد الدّينورىّ: كان أبو الحسن يصعد الجبل الذي هو معدن السّباع «٣» ، ولا يجسر أحد أن يصعد إليه، فيبقى أربعين يوما ثم يرجع، فلا يبقى أحد «٤» إلّا ترك البيع والشّراء وخرج ينظر إلى الدّينورىّ «٥» تبرّكا به، وتعظيما له.
وكان أحد مريديه مارّا فى بعض الأسواق، فرأى الرّمّان فى أول طلوعه، فاشتهاه «٦» فاشترى منه شيئا وخبّأه فى ركوته «٧» خوفا من الشيخ أن يراه، ثم جاء فجلس فى مجلس الشيخ «٨» ، فقال الشيخ- رضى الله عنه «٩» :
«أدركنا قوما [من أهل الإرادة] «١٠» لا يشتهون الملح، ونرى الآن قوما «١١» يشتهون الرّمّان ويخبّئونه فى الرّكا إذا اشتروه!» «١٢» . فسمع المريد ذلك فوقع «١٣» مغشيّا عليه، ولمّا أفاق أخرج الرّمّان من ركوته ووضعه لمن يأكله، ونزع الله شهوة الرّمّان من قلبه.