وخرج، وخرجت معه، إلى أن جئنا إلى سفح الجبل المقطم إلى قبر الإمام الوليّ الصالح المبتلى. فقال لى: يا أبا الحسن، هل أحكى لك «١» حكاية من أعجب ما رأيت من كرامات هذا الرجل؟ قلت:«٢» : نعم يا مولاى.
فقال لى «٣» : «لمّا دخلت إلى مصر دخلت وليس معى ما أتقوّت به فى تلك الليلة، فجئت إلى هذه المقبرة، وجلست عند هذا القبر، وقرأت شيئا من القرآن، فأخذتنى فى أثناء القراءة سنة من النوم، فرأيت فى منامى رجلا جميلا طلع من القبر وقال لى: ما بك يا عبد الرّحيم؟ فنظرت أمامى فرأيت السلطان صلاح الدين بن أيوب كأنّه جالس على سرير، فلما رآنى ووقعت عينه علىّ قام لى وأجلسنى إلى جانبه وقال لى: افتح حجرك «٤» ، ففتحت حجرى فصبّ لى فيه جملة من الدّنانير، ثم أشار لأهل دولته من الحاضرين بتقبيل يدى.
قال: ثم استيقظت وذكرت الرّؤيا، وتعجبت غاية العجب، فسمعت قائلا- أسمع صوته ولا أدرى شخصه- يقول:«إنك رأيت هذا فى المنام وسيكون فى اليقظة»«٥» .
قال: فمضيت إلى منزلى وأنا أفكّر «٦» فى شأن الرّؤيا، فسألنى جماعة فى طريقى أن أكتب لهم قصّة «٧» قال: فكتبت: «للمماليك الحرسيّة، بالقلعة