وحكى عنه أنه مرّ على رجل يبيع الحنطة، فسلّم عليه، وسأله أن يضع يده فى حنطته، فوضع الشيخ يده فى الحنطة، فأقام الرجل ثلاثة أيّام يبيع بيعا كثيرا، والقمح بحاله، فمرّ عليه فى اليوم الرابع رجل يهودىّ فوضع يده فى الحنطة ثم مضى، فنفد القمح فى الحال.
وحكى عنه، رضى الله عنه، أنّ رجلا من أقاربه جاءه زائرا من بلاد الريف وأهدى له جرّة من اللّبن، فأخذها الشيخ منه، وأضافه فى تلك الليلة، فلمّا أصبح الصباح من اليوم الثانى قال الرجل: إنى أريد التّوجّه «١» ، فقال له الشيخ: اصبر. ثم عمد الشيخ «٢» إلى جرّته التى جاء بها، فملأها ماء، ودفع الجرّة له، وقال له: لا تفتحها إلّا فى بلدك. فأخذ الرجل الجرّة وسافر إلى بلده، فلما وصل إلى داره «٣» قال لامرأته: افتحى هذه الجرّة، ففتحتها، فوجدت عسلا صافيا من عسل النحل «٤» الجيد. وهذا من بعض كراماته.
وكانت وفاته سنة ٥٧١ هـ فى ثانى عشر شوال.
وممّا نقل أيضا من كراماته- وهو ما حكاه عبد الرّحمن السّلمىّ «٥» - أنه قال: كانت لنا بئر فى دارنا، وكانت مالحة لا يقدر أحد على الانتفاع بشىء من مائها لشدّة ملوحته، وكنت أتألم ألما شديدا لذلك «٦» . قال:
فنمت فى بعض الليالى فرأيت قائلا يقول لى فى المنام: إذا أصبحت فاذهب إلى