القوم صائر إليهم، وأنك إن لم تنزل بالمحل فأنت على الطريق سائر.. وتغتنم ما يودّه كلّ مقصّر منهم فلا يقدر عليه، من زيادة حسنة لا يقدر عليها، ومن نقص سيئة لا يصل إليها «١» . ثم أشدّ تلهّفهم على كلمة تسبيح لا يقدرون أن ينطقوا بها، أو على ركعة لا يقدرون «٢» أن يحصلوا عليها.
فاستكثر ما أمكنك من الخير «٣» ، ومن الصلاة على النبي، صلّى الله عليه وسلم، فإنّ مع كل صلاة دعوة مستجابة، وكانوا يستحبّون أن يكون الدعاء بين صلاتين على النبي، صلّى الله عليه وسلم، فيستفتح بالصلاة، ثم يسأل الحاجة، ثم يختم بالصلاة..
جاء فى الخبر أنّ الله سبحانه وتعالى يسمع الصلاتين فيستحيى- جلّت قدرته- ألّا يجيب الدعوة بينهما.. وأبواب الخير كثيرة، ومن فتح عليه باب خير فقد أريد به خير كثير، ودفع عنه شر غزير.
قال بشّار بن غالب «٤» : مات لى أخّ، فرأيته فى المنام، فقلت له:
كيف حالك حين وضعت فى قبرك؟ فقال: أتانى «٥» آت بشهاب من نار، فلولا أنّ داعيا دعا لى لرأيت أنه سيضربنى به «٦» .
الوظيفة العاشرة: الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلم بين المقابر.
حكى أنّ امرأة جاءت إلى الحسن البصرى فقالت: إنّ ابنتى ماتت وأحبّ «٧»