عبارته، ذلك الثناء الجميل الذي اقتبساه من حزبه، حزب الثناء، الذي يتوجه فيه إلى الله تعالى بالدعاء والمناجاة، ويثنى عليه الثناء الجميل، ثناء الأولياء العارفين ... يقول، رضى الله عنه:
«يا من توحّد بالأحديّة فى الأزليّة، وتفرّد بالوحدانيّة فى الأبديّة، لك سبحانك عزّ الفردانيّة، وملك الربوبيّة، وعظمة الألوهيّة، والصّفات القدسيّة، أنت سبحانك الواجب الوجود، وخالق الوجود، والواهب الودود، والرّب المعبود، أنت أهل الثناء والخير والحمد، والكبرياء والعظمة والتّمجيد والمجد، ما حواك مكان، ولا أحاط بك زمان، وأنت كلّ يوم فى شأن، تضع وترفع، وتعطى وتمنع، قدرتك قاهرة، وأحكامك باهرة، وأنوارك ظاهرة، وصفاتك طاهرة، وأنت مالك الدنيا والآخرة، ما عليك حجر، وحكمك عدل، وإحسانك فضل، لا إله الّا أنت، ما أجلّ وصفك! وأبدع فعلك! وأشرف ذاتك! تعاليت عن الشّبيه والنّظير، والمشير والوزير، سبحانك يا كبير، سبحانك يا قدير، سبحانك سبحانك، سبحانك ما أعظم شأنك! سبحانك من حيث أنت بما أنت على ما أنت! وسبحانك من حيث سبّحك المسبّحون، وقدّسك المقدّسون! وسبحانك من حيث لاعبارة تدلّ عليك، ولا إشارة تصل إليك.
أنت الّذى سبحانك عجز عن إدراك كنه حقيقته العالمون والعارفون، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، ما قدر قدرك غيرك، ما علمك سواك، ولا مجّدك حقيقة إلّا أنت، لا إله إلّا أنت بما أنت على ما أنت، لا يكيّفك فكر، ولا يعلمك علم، ولا يلحقك وهم، وليس لك كمّ ولا كيف، ولا ظرف ولا أين، ولا جهة تسامتها الجهات، ولا جسم ولا حسّ، ولا قبل ولا بعد، باينت كلّ الخلق بوصفك القديم، أنت الواجب وسواك الجائز، استحال عليك النّقص، وثبت لك الكمال والجلال، والجمال والبهاء والعظمة، والتّقديس والتنزيه، والأحديّة والوحدانيّة، والفردانيّة والصمدانيّة