من ناديته إليك أقبل عليك، ومن حجبته عنك حرمته منك، ومن فتحت له باب الوصال لبس خلعة الكمال، ومن لم تسبق له منك المحبّة لا ينال من وصلك حبّة، فترى سيّدى نحن ممّن حكمت له السّابقة بسعادة العناية فى الأزل، وأغنيته بك عن كلّ علم وعمل؟
إلهنا، سبحانك، كم أهدى وصف ربوبيّتك لكلّ مربوب «٤» من إحسان، وكم والت نعمة إفضالك من وجود وامتنان، أنت الممدّ بالمدد- فى الأزل والأبد- بأمداد لا تحصى، ولا يحصرها العدّ فتستقصى، فتحت أبواب الجود فى كلّ نواحى الوجود. برحمة عامّة لكلّ موجود، هكذا يكون الكرم والجود يا مولاى يا واحد، يا مولاى يا دائم، يا علىّ يا حكيم.
إلهنا سبحانك فى سابق علمك القديم تعيّنت ذرّات العوالم، وبإرادتك خصّصتها، وبقدرتك أبرزتها، وبحكمتك رتّبتها، وبأمدادك أمددتها، ولولا ذلك تلاشت، وما دام لها الوجود وعاشت ... تجلّى فيض