وقابل ذلك الوزير الأمر بالسمع والطاعة، وفوض أمر العمارة والصرف عليها للناظر المشار إليه، وأبرز فرمانه الشريف لطرف الروزنامجة «١» لإخراج القدر المعين بالخط الشريف الخاقانى «٢» ، ليصرفه الناظر فيما هو مأمور به.
فعند ذلك شرع الأستاذ المشار إليه فيما هو مفوض إليه، وأزال كامل ما بالزاوية، وما هو تبع لها من الغرف والخلاوى والمساكن والمنافع، وغير ذلك من الأبنية القديمة، وأحضر المؤن والآلات المحكمة، والرجال القادرين على العمل، وأنشأ محل ذلك بناء جديدا يشتمل على واجهة بحرية مبنية بالحجر الفص النّحيت الأحمر، بها باب مقنطر مدائنى بجلستين «٣» يمنة ويسرة، ويعلوه سكفة «٤» من الرخام المرمر الأبيض مكتوب عليها أبيات، وتجاه هذا الباب من الخارج سلم ثلاث درج مبنى بالحجر الفص النّحيت «٥» ، ومصطبة برسم الركوب، ويدخل من هذا الباب إلى فسحة كبيرة مستطيلة مفروشة بالحجر النحيت، مبنى دائر جهاتها بالحجر النحيت الأحمر، بها تجاه الداخل باب المسجد، وهو باب مقنطر مبنى بالرخام المرمر الأبيض، ملمع بالذهب الأحمر، يعلوه سكفة من الرخام المرمر الأبيض، مكتوب على عارضته علو السكفة المذكورة بالذهب الأحمر «٦» : بسم الله الرحمن الرحيم: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ* الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ