للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك على أهل مكة وقالوا: شتم محمد آلهتنا فجاءهم ابن الزبعري وقال: ادعوه لي فدعى محمد قال: يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل من عبد من دون الله قال: بل لكل من عبد من دون الله؟ فقال: خصمناه ورب الكعبة يا محمد ألست تزعم أن عيسى عبد صالح؟ وعزيرا كذلك والملائكة صالحون؟ قال: بلى قال: فهذه النصارى تعبد عيسى واليهود تعبد عزيرا وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة قال: فضج أهل مكة فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} ونزلت: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} وهو الضجيج.

وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقريش: "يا معشر قريش لا خير مع أحد يعبد من دون الله" فقالوا: ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وكان عبدا صالحا؟ فأنزل: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ- وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة هكذا قال لعلم بالفتح وضجيج المشركين عند نزولها وهم أهل فصاحة يدل على أن ما قد تستعمل في بني آدم وإن كان من أكثر استعمالا ومن ذلك قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} وقوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} يعني: آدم وما ولد وقوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} وعلم أن الأولى قراءة {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} بكسر الصاد وهو الضجيج وبالضم من الصدود ولو كانت منه لكانت إذا قومك عنه يصدون {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} وهو كثير في القرآن.

وعن ابن عباس إنكار هذه القراءة وقال: إنما هي لحن وإنما هي يصدون يضجون وعن علي {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} الآية نزلت في عثمان وأصحابه أو قال عثمان منهم يعني أن عثمان ممن سبقت له الحسنى المذكورة لأنها نزلت فيمن سبقت لهم الحسنى من الله وعثمان وأصحابه منهم قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ} الآية الذكر المراد هنا هو المكتوب قبل خلق السماوات

<<  <  ج: ص:  >  >>