وإن الأشياء المذكورة بعده هي ما سواه من التوراة والإنجيل والقرآن.
وعن سعيد بن جبير أنه قال: الزبور والتوراة والإنجيل والذكر الذي في السماء أصل هذه الكتب والأرض أرض الجنة يرثها عبادي الصالحون.
وعنه الزبور القرآن والذكر التوراة والأرض الجنة.
وعن عامر كتبنا في الزبور قال: زبور داود من بعد الذكر وهو ذكر موسى التوراة وعن مجاهد الزبور الكتاب عند الله والأرض أرض الجنة.
يؤيد ما قلنا أولا عن عمران بن حصين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أقبلوا البشرى يا بني تميم" قالوا: قبلنا فأعطنا قال: "أقبلوا البشرى يا أهل اليمن" قلنا: قد قبلنا فأخبرنا عن أول الأمر كيف كان؟ قال:"كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في اللوح ذكر كل شيء" - الحديث وله طرق في بعضها ثم كتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والأرض.
وأهل اللغة يقولون: الذكر القرآن ويحتجون بقوله تعالى: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} وبقوله تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ} ويقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ، وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} وعلى هذا معنى من بعد الذكر أي من قبل الذكر لأن حروف الخفض تعاقب بعضها بعضا وذلك موجود في كلام العرب إلا أن الذي ذكرنا أولا دل عليه حديث صحيح أولى بتأويل الآية مما قالوا: إذ لا ضرورة توجب حمل الأمر عليه.