للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نكاح المستحسنات والمطاعم المشتهيات؛ فإذا لم تكن من أهل التعبد، فلا تطعن فيهم.

فقلت لها: إن فهمت، حدثتك، وإن كنت تقلدين صور الأحوال، فلا فهم لك.

أما المستحسنات، فإن المقصود من النكاح أشياء: منها: طلب الولد، ومنها: شفاء النفس بإخراج الفضلة المؤذية، وكمال خروجها لا يكون إلا بوجود المستحسن! واعتبر هذا بالوطء دون الفرج، فإنه يخرج من الفضلات ما لا يخرج بالوطء من الفرج! وبتمام خروج تلك الفضلة تفرغ النفس عن شواغلها، فتدري أين هي، كما نأمر القاضي بالأكل قبل الحكم، وننهاه عن الحكم وهو غضبان أو حاقن. وبكمال بلوغ هذا الغرض يكون كمال الولد لتمام النطفة التي تخلق منها، ثم للنفس حظ، فهي١ تستوفيه استيفاء الناقة حظها من العلف في السفر، وذلك يعين على سيرها.

وأما المَطَاعِمُ، فالجاهل من يطلبها لذاتها أو لنفس لذاتها، وإنما المراد إصلاح "النفس"٢ لجمع همها، ونيل مرادها من غرضها الصارف لها عن الفكر في هواها.

٤٢١- وإذا تأملت حال السرب الأول، رأيت من هذا عجبًا: فإن النبي صلى الله عليه وسلم اختار لنفسه عائشة رضي الله عنها، وكانت مستحسنة٣. ورأى زينب، فاستحسنها، فتزوجها٤. وكذلك اختار صفية٥. وكان إذا وصفت له امرأة، بعث يخطبها٦.


١ في الأصل: فهو.
٢ في الأصل: عدم الناقة، وليس بشيء.
٣ عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: "أريتك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشف عن وجهك، فإذا أنت هي، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه" رواه البخاري "٥١٢٥"، ومسلم "٢٤٣٨".
٤ أما زواجه من زينب بنت جحش رضي الله عنها فرواه البخاري "٧٤٢٠و ٧٤٢١"، ومسلم "١٤٢٨" عن أنس رضي الله عنه، وليس فيه ولا في غيره أنه رآها فاستحسنها.
٥ رواه البخاري "٣٧١"، ومسلم "١٣٦٥"، عن أنس رضي الله عنه.
٦ لم يصح في هذا شيء.

<<  <   >  >>