للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اعتراض:

اعترض بأنه على فرض التسليم بأن كلمة {مِنْهُ} في الآية دالة على التبعيض فإن المراد بـ {مِنْهُ} الموضع الطاهر من الأرض أو مما تصاعد من الأرض، فإن الهاء كناية عن الصعيد، فلا يخص بعض ما تصاعد منها من بعض، وقد يتصاعد منها الرمل والجص وغير ذلك (١).

الوجه الثاني: أن آية التيمم في سورة النساء ليس فيها كلمة {مِنْهُ} كما قال تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ}، فدل ذلك على عدم اشتراط أن يعلق التراب باليد (٢).

ثانيًا: من السنة:

حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُعطيت ما لم يعط نبي من أنبياء الله، نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الغيب، وسميت أحمد، وجعل لي التراب طهورًا، وجعلت أمتي خير الأمم» (٣).

حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « ... وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجعلت تربتها لنا طهورًا» (٤).


(١) انظر: عيون الأدلة (ص ٨٦٦ ـ ٨٦٨).
(٢) انظر: المصدر السابق، أحكام القرآن للكيا الهراسي (٣/ ١١٤).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند ـ واللفظ له ـ برقم (٧٦٣)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٢١٣)، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٦٠، ٢٦١)، وكذا ابن حجر في فتح الباري (١/ ٥٢٢).
(٤) تقدم تخريجه (ص ٣٩).

<<  <   >  >>