للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية: «إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض، ثم تنفخ، ثم تمسح بهما وجهك وكفيك» (١).

وجه الدلالة:

دل الحديث على استحباب تخفيف التراب المأخوذ بنفض أو نفخ.

ثانيًا: من المعقول:

أن في تخفيف التراب المأخوذ بالنفض أو النفخ صيانة عن التلويث للوجه الذي يشبه المثلة (٢) (٣).

أن التخفيف لا يكره ابتداءً، فكذلك دوامًا (٤).

أدلة القول الثاني:

استدل القائلون بكراهة النفخ، بما يلي:

أولاً: من الآثار:

ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا تيمم ضرب بيديه ضربة، فمسح بهما وجهه، ثم ضرب بيديه ضربة أخرى، ثم مسح بهما يديه إلى المرفقين، ولا ينفض يديه من التراب (٥).


(١) تقدم تخريجه (ص ٢٦٦).
(٢) المثلة: ما يمثل به من تبديل خلقته، وتغيير هيئته، سواء كان بقطع عضو، أو تسويد وجه، أو تغييره. لسان العرب (١١/ ٦١٥)، شرح العناية (١/ ١٢٥).
(٣) بدائع الصنائع (١/ ٣١٤)، تحفة المحتاج (١/ ٥٩٧).
(٤) فتح الباري لابن رجب (٢/ ٤٥).
(٥) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١/ ٢١١)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٥٦)، والدارقطني في السنن (١/ ١٨٢)، وقال العظيم آبادي: «إسناده صحيح موقوف»، التعليق المغني على سنن الدارقطني، مطبوع مع السنن (١/ ١٨٢).

<<  <   >  >>