أحسن، لأن الساكن قبل الدال ليس بحرف لين وأدغمها في الصَّاد نحو: ﴿مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾ [القمر ٥٥].
فأَمَّا ﴿فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾ [مريم ٢٩] فقرأت بالإدغام، وقال لي الفارسي بالإخفاء قرأت لما قدمت لك من كون الساكن قبل الدال ليس بحرف علةٍ. وأدغمها في السين نحو: ﴿عَدَدَ سِنِينَ﴾ [المؤمنون ١١٢] و ﴿يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ﴾ [النور ٤٣]، ويدغمها في الزاي نحو: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا﴾ [النور ٣٥]، ويدغمها في الظاء نحو: ﴿يُرِيدُ ظُلْمًا﴾ [آل عمران ١٠٨]. ويدغمها في الذَّال نحو: ﴿الْمَرْفُودُ * ذَ الِكَ﴾ [هود ٩٩، ١٠٠].
فأَمَّا قوله: ﴿مِنْ بَعْدِ ذَ الِكَ﴾ [البقرة ٥٢] فقرأت بالوجهين، للعلة التي أعملتك بها، وأدغمها في الضَّاد نحو: ﴿مِنْ بَعْدِ ضَرَّآءَ﴾ [فصلت ٥٠] و ﴿مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ﴾ [الروم ٥٤]. والإخفاء أَحسن في هذا ومثله ويدغمها في الشين نحو: و ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ﴾ [يوسف ٢٦]. ويدغمها في الجيم نحو: ﴿دَاوُودُ جَالُوتَ﴾ [البقرة ٢٥١].
فأَمَّا ﴿دَارُ الْخُلْدِ جَزَآءً﴾ [فصلت ٢٨] فقرأت بالوجهين له. فهذه عشرة أَحرفٍ أدغم الدَّال فيها إذا تحركَ ما قبلها. فإن سكن ما قبلها، أُدغِمَ في حال الرفع والخفض والإشارة إلى الحرف المدغم إِعرابه، على ما ذكر من الخلاف فيما تقدم.
واستثنى الفارسي في ما وصفتُ عنه في عقد الباب. فإن انتصبت الدَّال أظهر، نحو: ﴿بَعْدِ ظُلْمِهِ﴾ [المائدة ٣٩] و ﴿بَعْدَ ثُبُوتِهَا﴾ [النحل ٩٤] و ﴿لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ﴾ [ص ٣٠] و ﴿دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ﴾ [ص ١٧] و ﴿بَعْدِ ضَرَّآءَ﴾ [يونس ٢١] لا يدغم هذا النوع كُلّهُ، وفي بعضه اختلاف. .
وقد ذكرت أَنَّه يخفي ولا يدغم، غير أَنَّه أدغم الدَّال في التاء، على كل حالٍ في النَّصب وغيره، نحو: ﴿كَادَ يَزِيغُ﴾ [التوبة ١١٧].
فأَمَّا ﴿بَعْدَ تَوْكِيدِهَا﴾ [النحل ٩١] فهو إِخفاءٌ وإظهار، وقد ذكرته فيما تقدَّم. وقد وافقه بعض القراء على بعض الحروف، وخالفه آخرون، وأنا أذكر ذلك فتعرفه إِنْ شَاءَ اللهُ.