للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَحَبْلِ نُوَيّ أَوْ كَحَبْلِ ابْنِ قَحْزَمٍ … وَثِيقَ العُرَى لِلْمِعْصَمِ المُتَمَاسِكِ

وقال أيضًا:

أَخْبِرْ بَنِي قَحْطَانَ فِي مِصْرَ أَنَّني … رأَيْتُهُمُ لَا يَحْفَظُونَ لَهُمْ إِصْرا

وكاتب مُطَّلِب أهل الأَحواف بعد موت الْعَبَّاس، فانطاعوا لَهُ وبايعوه وساروا إلى جُبّ عَميرة، فلقُوا مُطَّلِبًا وسأَلوه، فولَّى المُطَّلِب يزيد بْن خَطَّاب الكَلْبيّ عَلَى أسفل الأَرض، وبعث إلى الجَرَويّ بعقده عَلَى تِنِّيس وأمره بالشُّخوص إلى الفُسطاط، فامتنع الجَرَويّ من ذَلكَ، فبعث المُطَّلِب بوالٍ عَلَى تِنّيس وأخرجه الجَرَويّ منها، ثمَّ سار الجَرَوي فِي مراكبه حتى نزل شَطَنُوف، فبعث إِلَيْهِ المُطَّلِب بالسَّريّ بْن الحكَم فِي جمع الجُند يسأَلونه الصُّلح، فأجابهم إِلَيْهِ، ثمَّ اجتهد فِي الغدر بهم، فتيقَّظوا لَهُ، فمضى راجعًا إلى بَنَا واتّبعوه، فحاربوه، ثمَّ عاد فدعاهم إلى الصُّلح ولاطف السَّريّ، فخرج إِلَيْهِ فِي زَلَّاج وخرج الجَرَويّ فِي مِثله، فالتقَيا وسط النيل مقابل سَنْدَفا والسَّريّ بشَرقيُون، وقد أَعدّ الجَرَويّ فِي باطن زَلَّاجه الحِبال، وأمر أصحابه بسَنْدَفا إذا لاصف بِزَلَّاج السَّريّ أن يجرّوا الحِبال إليهم، فلصِق الجَرَويّ بزَلَّاج السَّري، فربطه إلى زَلاجه وجرَّ الحِبالَ، فأسروا السَّريّ، ومضى بِهِ الجَرَويّ إلى تِنِّيس، فسجنه بها وذلك فِي جمادى الأولى سنة تسع وتسعين.

ثمَّ كرّ الجَرَويّ عَلَى يزيد بْن خَطَّاب، فقاتله فهزمه، فعقد المُطَّلِب لابن عَبْد الغفَّار الجَمَحيّ وبعثه إلى الجَرَويّ وأيَّده بالرِّجال، فلقِيَهم الجَرَويّ، فهزمهم وأسر ابن عَبْد الغفَّار، ووجوه أصحابه، وكانت وقعتهم بسَفْط سَليط أوَّل يوم من رجب سنة تسع وتسعين ومائة.

وعقد المُطَّلِب عَلَى الإسكندريَّة لمحمد بْن هُبَيرة بْن هاشم بْن حُدَيج، فاستخلف محمدٌ عُمَر بْن عَبْد الملك بْن محمد بْن عبد الرحمن بن مُعاوية بْن حُدَيج الَّذِي، يقال لَهُ: عُمَر بْن هلَّال، فولِيَها عُمَر بْن عَبْد الملك ثلاثة أشهر، ثمَّ عزله المُطَّلِب بأخيه الفَضْل بْن عَبْد اللَّه بْن مالك، وكانت بالإسكندريَّة مراكب الأَنْدَلُسيّين، قد قفلوا من غزوهم،

<<  <   >  >>