للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَلَا لَا أَرَى خَيْلًا أَضَرَّ لَهُ الْوَغَى … وَأَجْبَنَ فِي الهَيْجَاء مِنْ خَيْل خَالِدِ

وَقُوَّادُهُ أَشْرَارُ كُلِّ قَبِيلَةٍ … تَمَالَوْا عَلَى إِسْلَامِهِ فِي الشَّدَائِدِ

فَمَا أَسَرُوا مِنْه جَبَانًا مُعَضِّدًا … وَلَكِنْ أَبَا شِبْلَيْنِ عَبْلَ السَّوَاعِدِ

فَإِنْ يَقْتُلُوهُ يَقْتُلُوا مِنْهُ سَيدًا … شُجَاعًا جَوَادًا مَاجِدًا وابْنَ مَاجِدِ

وإِنْ كَفَفُوا عَنْ قَتْلِهِ فَهْيَ مِنَّةٌ … لِآلِ سَرِيٍ فِي مَنَاطِ الْقَلَائِدِ

ودعا عُبَيْد بْن السَّريّ بخالد بْن يزيد فسأَله عمَّا ذهب لَهُ من مال، فخبَّره بِهِ، فدفع إِلَيْهِ عُبَيْد أضعافه ومنَّ عَلَيْهِ، وخيَّره بين المُقام عنده أو يخرج حيث شاءَ، فاختار رُكوب البحر من القُلْزُم إلى مَكَّة، فخرج من مِصر.

وقدِم حَمّاد بْن أَبِي سمين رسولًا من أمير المؤمنين المأمون بوِلاية عُبَيْد عَلَى ما فِي يديه وضَمْنه خَراجه، وبِولاية عليّ بْن الجَرَويّ عَلَى ما فِي يديه وضَمْنه خَراجه، وأقبل عليّ بْن الجَرَويّ عَلَى استخراج خَراجه، فمانعه قوم من أهل الحَوْف، وكتبوا إلى عُبَيْد يستمدّونه عَلَى عليّ، فأمدّهم، وبعث بأخيه أحمد بْن السَّريّ إليهم، فسار عليّ بْن الجَرَويّ إِلَيْهِ، فالتقوا بالنوب من كُورة بَنا وهو الموضِع الَّذِي، يقال لَهُ: بُلْقِينة، فاقتتلوا يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من صفر سنة سبع ومائتين.

وخرج عُبَيْد من الفُسطاط، فعسكر بالبَثَنُون، ثمَّ عسكر بدفرا، وعاود ابن الجَرَويّ أحمد بْن السَّريّ الحرب بمحَلَّة أَبِي الهَيْثَم سلخ صفر، وعاوده أيضًا لثلاث خلونَ من ربيع الأَوَّل وهم منتصفون، ثمَّ انصرف ابن الجَرَويّ، فتحمَّل فيمن معه ومضى إلى دِميَاط.

قَالَ مُعَلًّى الطائيّ:

أَلَا هَلْ أَتَى أَهْلَ الْعِرَاقَيْنِ وَقْعَةٌ … لَنَا بِحِمَى بُلْقِينَ شَيَّبَتِ الوُلْدَا

وَمَا كَانَ مِنَّا قَتْلُهُمْ عَنْ جَهَالَةٍ … خَطَاءً وَلكِنَّا قَتَلْنَاهُمُ عَمْدَا

وَلَمَّا تَبَيَّنْتَ الْمَنِيةَ فِي الْقَنَا … نَكَصْتَ تُنَادِي حِينَ ضَلَّ النِّدَا سَعْدَا

<<  <   >  >>