للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذَلكَ، كانت الفِتنة، فولِيَها السَّريّ وهو الأعرج، والأصفر ابنه أَبُو نصر، والأمرد عُبَيْد بن السَّريّ، وأنت عبد الله بْن طاهر بْن الْحُسَيْن "

قَالَ أحمد الحَمْراويّ:

أَتَرْجُو مَهَاةٌ دَفْعَ ضِرْغَامِ غَابَةٍ … لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ المَهَا والهَزَابِرِ

وإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ يَشْهَدَ الوَغَى … وَيَقْصِفَ أَصْلَابَ المُلُوكِ الجَبَابِرِ

لَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الرَّوْعِ فِي زِيّ غَادَةٍ … وَلَمْ يَحْتَجِبْ صُبْحًا لِمشْطِ الضَّفَائِرِ

ثمَّ ولِيَها عبد الله بْن طاهر بْن الْحُسَيْن من قِبَل المأمون عَلَى صلاتها وخَراجها، دخلها يوم الثلاثاء لليلتين خلَتا من ربيع الأوَّل سنة إحدى عشرة فجعل عَلَى شُرَطه مُعاذ بْن عزيز أيَّامًا، ثمَّ جعل مكانه عَبْدَوَيْه بْن جَبلَة من الأَبناء، وأقام عبد الله بْن طاهر فِي مُعسكره حتى خرج عُبَيْد بْن السَّريّ إلى بَغْداد يوم الخميس للنصف من جمادى الأولى سنة إحدى عشرة.

قَالَ حَبِيب بْن أَوْس الطائيّ:

فَأَوْرَدَهُ بَغْدَادَ يَهْوِي بِرِجْلِهِ … ذَمُولٌ تَرَامَى فِي قلَاصٍ ذَوَامِلِ

فَأَصْبَحَ قَدْ زَالَتْ ظِلَالُ نَعِيمهِ … وأَيُّ نَعِيمٍ لَيْسَ يَوْمًا بِزَائِلِ

حَدَّثَنِي نصر بْن عبد الله بْن عُبَيْد بْن السَّريّ، أن عبيدًا عاش بعد خروجه من مِصر زمانًا، وأنه مات بسُرَّ مَنْ رأَى سنة إحدى وخمسين ومائتين.

وجمع عبد الله بْن طاهر عَلَى المسير إلى الإسكَندريَّة، فبعث عَلَى مُقدَّمته الْعَبَّاس، وهاشم من قُوَّاد العَجَم من أهل خُراسان وذلك لمستهلّ صفر سنة اثنتي عشرة، واستخلف عليها عيسى بْن يزيد الجُلُوديّ، ونزل عبد الله بْن طاهر عَلَى حِصن الإِسكَندريَّة، قصدها فِي ربيع الأوَّل سنة اثنتي عشرة، وحصرها بِضع عشرة ليلة، فخرج إِلَيْهِ أهلها بأَمان، وصالح الأَنْدَلُسيِّين عَلَى أن يسيّرهم من الإِسكَندريَّة حين أحبّوا عَلَى أن لا يُخرجوا فِي مراكبهم أحدًا من مِصر، ولا عبدًا، ولا آبقًا، فإِن فعلوا، فقد حلَّت لَهُ دِماؤهم، ونكْثُ عَهْدِهم، وتوجَّهوا، فبعث ابن طاهر مَن يفتّش عليهم مراكبهم، فوجد فيها جمعًا من الذين اشترط عليهم أن لا يُخرِجوهم، فأَمر ابن طاهر بإِحراق مراكبهم فسأَلوه

<<  <   >  >>