أهلها، فبعث إِلَيْهِ أحمد بْن طُولُون بابن زذَاد فِي جيش، فواقعه بهُو يوم الأربعاء لخمس خلونَ من ربيع الأول سنة ستّ وخمسين ومائتين، فانهزم ابن زذَاد وجُرح ثمَّ ظفِر بِهِ ابن الصُّوفيّ بعد قطع يديه ورِجليه وصلبه، فعقد أحمد بْن طُولُون لبُهْم بن الْحُسَيْن عَلَى جيش، وضمّ إِلَيْهِ ابن عُجيف، فخرج إلى الصعيد يوم الخميس لتسع عشرة خلت من ربيع الآخر، فانهزم ابن الصُّوفيّ، ومضى منهزمًا وترك جميع ما كَانَ معه، وقتِلت رَجَّالته، فبعث أحمد بْن طُولُون إلى بُهْم بخلَع وطَوق من ذهَب، ومضى ابن الصُّوفيّ إلى الواح فأقام بِهِ بتنيس، ثمَّ خرج إلى الأُشْمُونَيْن فِي المحرَّم سنة تسع وخمسين، فبعث إِلَيْهِ بأبي مُغيث فِي خمسمائة، فوجد ابن الصُّوفيّ قد سار إلى أُسوان لمحارَبة أَبِي عبد الله العُمَري عبد الله بْن عَبْد الحميد بْن عبد الله بْن عَبْد العزيز بْن عبد الله بْن عبد الله بْن عُمر بْن الْخَطَّاب، فالتقى هُوَ، والعُمَريّ، فظفِر بِهِ العُمَريّ وبجميع جيشه، فقتل منهم مقتله عظيمة، ورجع ابن الصُّوفيّ إلى أُسْوان، فقطع لأهلها ثلاثمائَة ألف نخلة وظهر فَساده بها، فبعث أحمد بن طُولُون بابن سيما مدَدًا لبُهْم بْن الْحُسَيْن، واضطرب أمر ابن الصُّوفيّ مَعَ أصحابه، فتركهم ومضى إلى عَيْذاب، فركب البحر إلى مكَّة، فأقام بها ثمَّ بُعث بِهِ منها بعد ذَلكَ بحِين إلى أحمد بْن طُولُون، فسجنه، ثمَّ أَطلقه، فخرج إلى المدينة، فمات.
وكان عيسى بْن الشيخ بْن السَّليل الشَّيبانيّ واليًا عَلَى فِلَسطِين والأُردُنّ، ثمَّ تغلَّب عَلَى دِمَشْق وامتنع من حمل المال إلى العِراق، فحمل ابن مُدَبَّر صاحب خَراج مِصر إلى العِراق بسبع مائة ألف دينار، وخمسين ألف دينار فعارضها عيسى بْن الشيخ، فذهب