بها، وكتب إلى أحمد بْن طُولُون بالخُروج إِلَيْهِ وتسليم أعماله، ففرض أحمد بْن طُولُون فرُوضًا واتَّخذ السُّودان، فأكثر وأظهر أحمد الخروج إِلَيْهِ وذلك فِي صفر سن ستّ وخمسين ومائتين، ثمَّ رأَى أن يكاتبه قبل شُخُوصه إِلَيْهِ، فكتب إِلَيْهِ مَعَ قَيْس بْن حَفْص كاتب بكَّار القاضي، وأحمد بْن يحيى السَّرَّاج، فرجعا بما لم يوافق أحمد بْن طُولُون، ثمَّ خرج أحمد بْن طُولُون يوم الخميس لستّ خلونَ من جمادى الآخِرة سنة ستّ وخمسين واستخلف أخاه مُوسَى بْن طُولُون عَلَى مِصر، وصرفه عَن الشُّرَط، فجعل مُوسَى عَلَى شُرَطه محمد بْن عيسى، ورجع أحمد بْن طُولُون من الطريق بكتاب ورد عَلَيْهِ من العِراق، فدخل الفُسطاط لأيَّام خلت من شعبان، فعاد مُوسَى بْن طُولُون إلى الشُّرَط، وبعث إلى عيسى بْن الشيخ بماجُور، فحاربه، فانهزم أصحاب عيسى وقُتل ابنه بمصر، وتسلَّم مأجُور أعمال الشام.
وتُوفّي المهتدي فِي شعبان سنة ستّ وخمسين ومائتين، وبويع المُعتمد بن المُتوكِّل، فأقرّ أحمد بْن طُولُون عليها وابتدأ أحمد بْن طُولُون فِي بُنْيان المَيْدان فِي شعبان سنة ستّ وخمسين، وأمر بحرث قُبُور اليَهود، والنصارى وبنى موضعهما، وقدِم الْعَبَّاس، وخُمارَوَيْهِ ابنا أحمد بْن طُولُون بأخيه مُوسَى إلى العِراق، وجعل مكان مُوسَى عَلَى الشُّرَط مُوسَى بن طُونيق وذلك فِي جمادى الآخِرة سنة سبع وخمسين، ثمَّ أمر أحمد بردّ أخيه مُوسَى فِي رجب، فرجع من الطريق، فردّه إلى الشُّرَط ثمَّ صرفه عَن الشُّرَط فِي شهر رمضان سنة سبع وخمسين وجعل مكانه طغلُغ، فاستخلف طخشي بْن بلبرد، وورد كتاب يارجُوخ إلى أحمد بْن طُولُون بتسليم الأعمال الخارجة عَنْ يده من أرض مِصر، فتسلَّم الإسكندريَّة من إِسْحَاق بْن دينار، وخرج إليها يوم الإثنين لثمان خلونَ من شهر رمضان سنة سبع وخمسين واستخلف عَلَى الفُسطاط طغلُغ، وجعل عَلَى الشُّرَط طخشي بْن بلبرد، ثمَّ قدِم أحمد بْن طُولُون من الإِسكندريَّة يوم الخميس لأربع عشرة بقِيَت من شوَّال سنة سبع، وقد سخِط عَلَى أخيه مُوسَى بْن طُولُون، وأمر مُوسَى بلِباس البياض، وخرج أحمد أيضًا إلى إِسْكندريَّة