للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ربيع الأوَّل سنة إحدى وسبعين، ومضى سعد الأيسر مَعَ الواسطيّ، فدخلا دِمَشْق ومَلِكاها، ودَعَوا فيها لُخمارَوَيه، ثمَّ خرج خُمارَوَيه من الفُسطاط لسبع بقينَ من شهر رمضان من سنة إحدى وسبعين، حتى أتى فِلَسْطين، ثمَّ عاد إلى الفُسطاط، فدخلها لاثنتي عشرة يقينَ من شوَّال سنة إحدى وسبعين، فصرف السَّرِيّ بْن سَهل عَن الشُّرَط يوم الإثنين لخمس خلونَ من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين، وجعل مكانه مُوسى بْن طونيق، وخرج خُمارَوَيه إلى الشام فِي ذي القعدة سنة اثنتين لخمس خلونَ من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين، وجعل مكانه مُوسى بْن طونيق، وخرج خُمارَوَيه إلى الشام فِي ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين ومائتين، فقتل سعد الأَيسر فِي شيء ظهر منه من خِلاف، ومضى خُمارَوَيه، فدخل دِمَشْق يوم الثلاثاء سابع المحرَّم سنة ثلاث وسبعين، ومضى من دِمَشق، فلقِي إِسْحَاق بْن كُنْداج بموضِع، يُقال لَهُ: باجَرْوان، ودائمان من أرض الرافِقة، فكانت عَلَى خُمارَوَيه وأصحابه، فانهزم أصحابه وثبت هُوَ فِي طائفة من حُماته، فهزموا إِسْحَاق بْن كُنْداج، فمضى إِسْحَاق منهزمًا واتبعه خُمارَوَيه حتى بلغ أوائل أصحابه إلى سُرَّ من رأَى.

قَالَ القاسم بْن يحيى المرعي:

أَتَانَا أَبُو الجَيْشِ الأَمِيرُ بِيُمْنِهِ … فَشَرَّدَ عَنَّا الجَوْرَ وافْتَقَرَ العُسْرُ

فَإِنْ يَكُ أَرْضُ الرَّقَّتَيْنِ بِهِ اكتَسَتْ … ضِيَاءً وَإِشْرَاقً لَقدْ أَظْلَمَتْ مِصرُ

فَسَائِلْ بِهِ إِسْحَاقَ إِذْ سَارَ نَحْوَهُ … بِجَيْشٍ كَعَرْضِ النِّيلِ يَقْدُمُهُ النَّصْرُ

تَبَاعَدَتِ الأَقْطَارُ مِنْهُ كَثَافَةً … ففِي مَشْرِقٍ قُطْرٌ وَفِي مَشْرقٍ قُطْرُ

فَأَبْلَسَ إِذْ قِيلَ الْأَمِيرُ بِبَالِسٍ … وَأَضْحَى ضَعِيفَ العَقْدِ إِذْ عُقِدَ الجَسْرُ

وَلمَّا رَأَى الجَيْشَ ابْنُ كُنْدَاجَ مُقْبِلًا … أَرَتْهُ المَنَايَا الحمْرَ أَعْلَامُهُ الْحُمْرُ

فَوَلَّى شَديدًا ذَا ارْتِيَاعٍ كَأَنَّهُ … بِكُلِّ بِلَادٍ طَائِرٌ مَا لَهُ وَكْرُ

لَئِنْ سَرَّ إِسْحَاقَ النَّجَاةُ بِنَفْسِهِ … لَقَدْ سَاءَهُ فِي جَمْعِهِ القَتْلُ والأَسْرُ

فَلَا يُغْبَطَنْ بالعَيْش مِنْ بَعْدِ هذِهِ … فقَدْ كَسَرَتْهُ كَسَرةً مَا لَهَا جَبْرُ

ثمَّ سفر قوم من وجوه الجُند بين إِسْحَاق وبين خُمارَوَيه، فاصطلحا وتصاهرا وأتى إِسْحَاق إلى خُمارَوَيه، فأقام فِي عسكره، ودعا لَهُ فِي أعماله التي بيده.

وكاتب خُماروَيه أَبَا أحمد الموفَّق، فسأَله الصُّلح عَلَى مال يبذله لَهُ عَنْ ما فِي يده.

<<  <   >  >>