هَنِيئًا لِمِصْرٍ قَدْ فَتَحْتَ رِتَاجَهَا … وَقَلَّدْتَ مَا قَلَّدْتَهُ بِتَحَكُّمِ
وَمَا الفَتْحُ إِلَّا فَتْحُ رَأْيِكَ لَا الَّذِي … تَجَمَّعِ يَوْمَ الجَمْعِ مِنْ كُلِّ مُعْلَمِ
وَكُنْتَ وَشَيْبَانٌ غَدَاةَ لَقِيتَهُ … كَمُوسَى وَفِرْعونٍ غَدَاةَ الْمُعَظَّمِ
كَفَيْتَ الْإِمَامَ المُكْتَفِي مَا يَنُوبُهُ … وَلَمْ يَكُ يَرْجُوهُ بِكُلِّ مُرَجَّمِ
وَمَا زِلْتَ تَرْمِي آلَ طُولُونَ قَبْلَها … وَقَدْ خَالَفُوا السُّلْطَانَ مِنْكَ بِصَيْلَمِ
وقال ابن أَبِي يعقوب:
الدَّارُ بَعْدَ تَفَرُّقِ الأَظْعَانِ … مَسْرُورَةٌ بِتَفَرُّقِ السُّكَّانِ
لَم تُبْدِ مِنْ جَوْنس عَلَى أَرْبَابِهَا … إِذْ فِي التَّرَحُّلِ رَاحَةُ الجِيرَانِ
رَحَلُوا فَلَا نَزَلُوا بِرَوْضِ مُزْهِر … وَعَدَاهُمُ سَبَلُ الْغَمَامِ الدَّانِي
حُرِمُوا صَبِيبَ المُزْنِ أَنَّى يَمَّمُوا … وَتقَسَّمَتْهُمْ سَطْوَةُ الرَّحمنِ
مَا كَانَ أَثْقَلَهُمْ عَلَى كَتِفِ العُلَى … وَأَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنِ الْإِحْسَانِ
مَا كَانَ أَرْذَلَ دَوْلَةً سُعِدُوا بِهَا … وَأَحَقَّهَا بِتَهَدُّمِ الأَرْكَانِ
مَا عَاشَرُوا نِعَمَ الْإِلهِ بِشُكْرِهَا … فَأَثَابَهُمْ بِمَثُوبَةِ الكُفْرَانِ
مَاذَا أُرِيحَتْ مِصرُ مِنْهُ وَمَا إِلَى … أَرْضِ الْعِرَاقِ مَضَى مِنَ الْبُهْتَانِ
وقال إسماعيل بْن أَبِي هاشم:
قِفْ وَقْفَةً بِفنَاء بَابِ السَّاجِ … وَالقَصْرِ ذِي الشَّرَفَاتِ والأَبْرَاجِ
وَرُبُوعِ قَوْمٍ أُزْعِجُوا عَنْ دَارِهِمْ … بَعْدَ الإِقَامَةِ أَيَّما إِزْعَاجِ
كَانُوا مَصَابِيحًا إِذَا ظَلِمَ الدُّجَى … يَسْرِي بِهَا السَّارُونَ فِي الإِدْلَاجِ
وَكَأَنْ وُجُوهُهُمُ إِذَا أَبْصَرْتَهَا … مِنْ فِضَّةٍ مَصْبُوغَةٍ أَوْ عَاجِ
كَانُوا الثُّرَيَّا لَا يُرَامُ حِمَاهُمُ … فِي كُلِّ مَلْحَمَةٍ وَكُلّ هِيَاجِ
فَانْظُرْ إِلَى آثارِهِمْ تَلْقَى لَهُمْ … عَلَمًا بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ وَفُجَاجِ
وَعَلَيْهِمِ مَا عِشْتُ لَا أَدَعُ البُكَا … مَع كُلّ ذِي نَظَرٍ وَطَرْفٍ ساجِ