وخرج رجُل بمَدْين، زعموا أنَّه من آل أَبِي طَالِب، فخرج إِلَيْهِ محمد بْن طاهر صاحب الشُّرَط، فأتى بِهِ، فطيف بِهِ لأربع عشرة خلت من شعبان سنة ثلاثمائة.
وأمر تكِين فِي يوم نَوْرُوز ومَهْرَجان بجمع المؤنَّثين، وأمرهم بإظهار المعازف والمزامير والطبُول، وشهَّرهم فِي لِباسهم، وطافوا الفُسطاط عَلَى المسجِد الجامع كَانَ ذَلكَ يوم الثلاثاء لسبع خلونَ من ذي القعدة سنة ثلاثمائة.
وقدِم نحرير الخادم من العِراق فِي إخراج ابن أَبِي قماش كاتب تكِين وذلك أنَّه رُفع عَلَيْهِ وكثر، فأخرجه فِي ربيع الأوَّل سنة إحدى وثلاثمائة، ثمَّ سار حَباسة بْن يوسف فِي جيوشه من بَرْقة قاصدًا للإِسكندريَّة فِي مائة ألف أو زيادة عليها، فدخل الإِسكندريَّة يوم السبت لثمان خلونَ من المحرَّم سنة اثنتين وثلاثمائة، وقدِمت الجيوش من المشرِق، فقدِم القاسم بن سِيما إلى مِصر مدَدًا لتَكِين لعشر بقينَ من صفر، ثمّ قدِم أَبُو عليّ الْحُسَيْن بْن أحمد الماذَرائيّ، وأبو بَكْر محمد بْن عليّ بْن أحمد الماذَرائيّ إلى مِصر عَلَى تدبيرها دخلا يوم السبت لسبع خلونَ من ربيع الأوَّل سنة اثنتين وثلاثمائة، وقدِم معهما أحمد بْن كَيْغلَغ، وأبو قابوس محمد بْن حمك فِي جمع من القُوَّاد، ثمَّ خرج ابن عمرون عَلَى مقدَّمة تَكِين إلى الجِيزة، وخرج تَكِين فِي جيُوشه إلى الجِيزة، فعسكر بها وسار حَباسة من الإِسكندريَّة، فعسكر بمَشْتُول، فنُودي بالنفير فِي الفُسطاط يوم الثلاثاء لعشر بقينَ من جمادى الآخرة، فلم يتخلَّف عَن الخروج إلى الجِيزة أحد من الخاصَّة والعامَّة، ثمَّ انصرفوا عشيًّا ولم يكُن لِقاء، ثمَّ نُودي بالنفير من الغد يوم الأربعاء، فخرج الناس أيضًا ثمَّ لم يكن لِقاء، ثمَّ نُودِي يوم الخميس، فخرج الناس خروجًا لم يُرَ مِثله قطّ فِي الاجتماع والنشاط وحُسن البصيرة، وأتاهم حَباسة فِي جيشه يومئذ فيما بين الظُّهر والعصر، فالتقَّوا وكثُرت القتلى منهم، وقُتِلت رجَّاله حَباسة كلُّهم، ثمَّ منَّ اللَّه وله الحمد بهزيمتهم، ومنح أهل مِصر أكتافهم، ومضَوا عَلَى وجوههم