حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، أن الحارث بْن مِسْكين أقام بالعِراق من سنة سبع عشرة ومائتين إلى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فقدِم إلى مِصر، وبها محمد بْن أَبِي الليث عَلَى القضاء، وتوفّي حمدون بْن عُمَر بْن إِياس فِي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وهو ابن أخت محمد بْن أَبِي الليث، فحضر الحارث بْن مِسْكين جنازته، وأطال الجلوس عَلَى باب داره، فشكر لَهُ ذَلكَ محمد بْن أَبِي الليث، واجتمع إلى محمد بْن أَبِي الليث أصحابه، فقالوا لا بدّ من امتحان الحارث.
فقال لهم: أَليس الحارث قدِم من العِراق.
قَالُوا: بلى.
قَالَ: فالسُّلطان هناك لم يمتحنه، أَفنمتحنه نَحْنُ اسكتوا عَنْ هذا.
أخبرني ابن قُدَيد، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْن الفضل بْن فرحان، قَالَ: كَانَ ابن أَبِي داود يكتب إلى ابن أَبِي الليث يوصيه بالحارث بْن مِسْكين "
أخبرني ابن قُدَيد، عَنْ يحيى بْن عثمان، قَالَ: " قدِم يعقوب بْن إبراهيم الَّذِي يقال لَهُ: قَوْصَرة، قدِم فِي ربيع الأوَّل سنة خمس وثلاثين واليًا عَلَى بريد مِصر، وأمر بالنظَر هُوَ، وحسن الخادم الذي، يقال له عرق، وابن أبي الليث في الأموال التي ذكرت عند بني عبد الحكم، وزكرياء بن يحيى الحرسي المعروف بكاتب العمري، وحمزة بن المغيرة، ويزيد بن سنان، ومحمد بن هلال، فحضر ابن أبي الليث المسجد الجامع ونودي في الناس من كانت عنده شهادة عليهم.
فحضر جمع كثير، فشهدوا أن مال عليّ بْن عَبْد العزيز بْن الجَرَويّ إبرا. . . . . . من المال، ومال نحوهم قَوْصَرة، وتحامل عليهم ابن أَبِي الليث، وكتب إلى العِراق يذكران قَوْصَرة مال نحوهم، فورد الكتاب بصرف قَوْصَرة عَن البَريد، وأمر بالخروج إلى الشام، فخرج من مِصر، فلمَّا صار ببعض الطريق أتاه كتاب يردّه إلى مِصر، فرجع إليها وأمر بالكشف عَن ابن أَبِي الليث، والنظَر فِي أمره "
حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُود عمرو بْن حَفص اللَخْميّ الأنف، قَالَ: أخبرني أَبِي، قَالَ: لمَّا قام المُتوكِّل رُفع إِلَيْهِ فِي ابن أَبِي الليث، فبعث قَوْصَرة يحضر متكشّفًا عَنْهُ، فكتب قَوْصَرة بما صحّ عنده من أمره، فأتى كتاب المتوكِّل بحبسه، واستقصاء ماله "