حُدَيج، وعثمان بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى بْن نُصير، والضحَّاك بْن محمد اللَخْميّ، ووَحْوَح بْن ثابت البَلَويّ، فخرجوا أمام أَبِي عَون، وكان خروج أَبِي عَون جمادى الآخرة سنة ستّ وثلاثين ومائة، وخرج عامر بْن إسماعيل فِي جيُوشه عَلَى مُقدَّمة أَبِي عَون، وبعث بالمُثنى بْن زياد الخَثعميّ فِي شوَّال سنة ست إلى الإسكندريَّة ليجهّز المراكب إلى طَرابُلُس، وبعث بعيَّاش بْن عُقْبة الحَضْرَميّ فِي حمل الطَّعام لجيش أَبِي عَون، وعامر بْن إسماعيل.
وتُوفّي أمير المؤمنين أَبُو العبَّاس فِي ذي الحجَّة سنة ستّ وثلاثين ومائة واستخلف أَبَا جَعْفَر عبد الله بْن محمد بْن عليّ بْن عبد الله بْن عبَّاس، فاستقبل بخلافته سنة سبع وثلاثين ومائة، فأَقرّ صالح بْن عليّ عَلَى صلاتها وخَراجها، وكتب صالح إلى أَبِي عَون يأمره بالرجوع، وبردّ الدُّعاة من أهل مِصر، وقد بلغوا سُرْت، وبلغ أَبُو عَون، برقة فأقام بها أحد عشر شهرًا، واتخذ بها مُصلًّى وتركه، ثمَّ رجع أَبُو عَون فِي جيشه إلى مِصر، وألحق صالح بْن عليّ فِي أهل مِصر ألفَي مُقاتِل وزاد أهل مِصر عشرةً عشرةً فِي أعطياتهم.
ثمَّ خلع الحكَم بْن ضَبْعان الجُذاميّ بِفلَسْطين، فبعث صالح من مصر أَبَا عَون، ومحمد بْن الأشعث الخُزاعي، وأبا سَعِيد بْن مُعاوية بْن يزيد بن المُهلَّب، فلقُوا الحكَم بْن ضَبْعان، فهزموه، وبعث أَبُو عَون إلى مِصر بثلاثة آلاف رأس من أصحاب الحكَم، ونذر صالح بْن عليّ الناس إلى فِلَسْطين، وعقد عليهم لوَحْوَح بْن ثابت البَلَويّ، والضحَّاك بْن محمد اللَخْميّ، ويزيد بْن الزبرقان القيسي، ثمَّ رأَى صالح أن يخرج فيهم، فخرج متوجّهًا إلى فِلَسْطين واستخلف عليها ابنه الفَضْل بْن صالح، فبلغ صالح إلى بُلْبَيْس، ثمَّ تراخى عَن المسير حتى بلغه الفتح ورجع إلى فِلَسْطين.
فحَدَّثَنِي ابن قُديد، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عُفَير، عَنْ أبيه، قَالَ: " لمَّا خرج الحكَم بْن ضَبْعان بِفلَسْطين: طلب صلاح بْن عليّ من فِي عسكره بمصر من بني رَوح بْن زنْباع، فاختفى رجاء بْن رَوح عند محمد بْن مُعاوية بْن بَجير بْن رَيْسان، واختفى رَوح بْن