رَوح عند خَالِد بْن سَعِيد بْن ربيعة الصَّدَفيّ، وأخذ سلامة بْن سَعِيد بْن رَوح، وزنْباع بْن ضَبْعان، فقتل سلامة بْن سَعِيد.
قَالَ أَبُو مَيسرة الحضرمي: فخرجتُ مَعَ خَالِد بْن حيَّان بْن الأعْيَن، فدخل عَلَى صالح بْن عليّ فِي سُرادِقه عند المصلَّى، فأقمت أنتظره، فأُتي برَجُل أفطس فِي الحديد، فقال: أيها الناس، أَنَا زِنْباع بْن ضبْعان قُتل ابن عمّي أمس وأُقتَل اليوم.
فدُخل بِهِ عَلَى صالح، فقتله، وبُغي محمد بْن بحير عند صالح بْن علي بأمر رَجاء بْن رَوح فأتى محمد بْن مُعاوية مُسلّمًا، فقال لَهُ: اقعدْ.
فقعد حتى إذا خلا، قَالَ: يابن بحير، أَلم أُكْرِمك أَلم أشرّفك، فكان ثَوابي أن أويتَ أعدائي.
قَالَ: وما ذاك؟ قَالَ: رَجاء بْن رَوح عندك.
قَالَ: أصلح اللَّه الأمير، اختَرْ واحدةً من اثنتين فيها لي براءة ولك شِفاء ممَّا اتهمتَني: أن تُرسل الخيل عَلَى غِرَّتي فتفتّش منازلي، وإِمَّا أن أبرئ صِدْقك بيميني.
قَالَ: فسمِّ امرأَتك، قَالَ: ابنه فَهْد بْن كثير المَعافريّ.
قَالَ: فهي طالق، وكلّ مملوك لك حُرّ، وعليك المشْي إلى بيت اللَّه إن كَانَ عندك ولا تعلم مكانه.
فحلف، فقال: انصرفْ.
قَالَ محمد بْن مُعاوية: فانصرفتُ، فأعلمتُ امرأَتي بِنْت فَهْد.
قَالَتْ: فلا تُظهر ذَلكَ فيُعرف فلا ننجو من القوم ولكن ادخلْ عليَّ واعتزلْ مضجعي.
فكان يفعل ذَلكَ حتى إذا سار صالح أظهر طَلاقها وأعتق رقيقه إلى بيت اللَّه.
ثمَّ سار صالح إلى فِلَسطين وكتب إلى أَبِي عَون بالمسير إِلَيْهِ، كَانَ خروج صالح لأربع خلونَ من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائة، فلقِيَه أَبُو عَون بالفَرَما فأمَّره عَلَى مِصر صلاتها وخَراجها، ومضى صالح إلى فِلَسطين، ودخل صالح فِلَسْطين، ودخل أَبُو عون الفُسطاط لأربع بقينَ من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين ومائة "
حَدَّثَنِي ابن قُدَيد، عَنْ عُبَيْد اللَّه، عَنْ أبيه، قَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بْن بحري السَّبَائيّ: " أن صالحًا لمَّا خرج من مِصر إلى الشام خرج بنفَر من وجوه أهل مِصر، منهم: مُعاوية بْن عبد الرحمن بْن قَحْزَم الخَوْلانيّ، وخالد بْن حيَّان الأَعْيَن الحَضْرَميّ، وشُرَحْبِيل بْن مُذبلفة الكَلْبيّ، وغوث بْن سُلَيْمَان الحَضْرَميّ، وعمرو بْن الحارث الفقيه "