للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه» (١). ويستفاد مما ذكره جابر أن كلمة «الكيمياء» ربما كان يعرفها العرب بمعنى تحويل المعادن منذ زمن بعيد، عرفها مثلا الخليفة علي «كرم الله وجهه» - (انظر بعده ص ٢٤).

صحيح أن ابن النديم استعمل على ما يبدو «صناعة الكيمياء» و «علم صناعة الكيمياء» (٢) مرادفين ل «علم الصنعة»، إلا أنه ليس هناك كتاب واحد من مئات كتب الكيميائيين الذين ذكرهم يحمل عنوان «الكيمياء» (٣). لذا، فإنه لمن الخطأ الفادح أن تترجم كلمات ابن النديم (٤): («أخبار الكيميائيين والصنعويين» ب «أخبار الكيميائيين والفنيين أو المهنيين»).

«(٥)

die Nachrichtenuberd ie Chemikerunddie Technikeroderpra ktiker

» إذ أن محتويات هذه الكتب بكاملها وكذلك تعريفات الكيميائيين أنفسهم، لا تدع مجالا للشك (انظر قبله ص) في أن علم الصنعة شغل منزلة أعلى بكثير من الكيمياء، وأن الكيميائيين الذين ذكرهم ابن النديم لا بدّ وأن يكونوا الفنيين والمهنيين.

ويبدو لنا أن روسكا أهمل هذا المعنى المتميز للصنعة وأنه ترجمها عموما (٦) بالكلمات «فن، صنع، عمل»، وبذلك اعتبر النقد الموجه «للكيمياء» موجها للصنعة العربية فدافع عن الأخيرة (٧). ورأى (روسكا) نفسه مضطرّا للدفاع عن الصنعة


(١) الأغاني المجلد السادس عشر، الطبعة الثانية ص ٨٦، أو المجلد السابع عشر تحقيق عبد الستار فراج ص ٢٦٢.
(٢) ابن النديم ص ٣٥١.
(٣) المصدر السابق ص ٣٥١ - ٣٦٠.
(٤) المصدر السابق ص ٣٥١ س ١٧.
(٥) روسكا: المصدر المذكور له أعلاء فيه ص ٣١٧.
(٦) روسكا: المصدر السابق نفسه ص ٣١٨.
(٧) «إنه لجهل تام بالكيمياء والكيميائيين أن يزعم: Lagercrantz لم يكن همهم إلا تقليد أو تزييف الذهب والفضة ... » (المصدر السابق ص ٣٠٩).