للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أنه لا يمكن تجاهل اللبس الذي حصل بين محاولة الكيميائيين الجادة أو بين المفهوم- بعبارة جابر- الذي يرى أن «أصول الصنعة تتجلى في تفاعل طبائع المادة وأنه يمكن الوصول إلى معرفتها بمعرفة الميزان» (انظر بعده ص ٣١) وبين الغش وصناعة الذهب، كما لا يمكن تجاهل الموقف الرافض أو المعادي للكيمياء الذي كان منتشرا في أوساط إسلامية. وإذا ما درس المرء نقد واعتراضات مناوئي الكيمياء يتولد الانطباع بأنه قد اختلط أمر أولئك الذين كان التحويل هدفهم الرئيسي بأمر أولئك الذين كان موضوع تحويل المعادن جزءا من منهجهم الكيميائي ولم يكن التحويل لديهم لطلب منفعة دنيوية بل كان لغرض النظرية «العلم» ليس إلا. «لقد كان جابر مقتنعا أن مثل هذا التحويل لا يمكن أن يحصل بالطريق التجريبي، إذ أنه يرى نظاما ما، في عالم المادة، يمكن بناء عليه إيضاح التحويل الكيفي للمادة على أسس كمية (١)». كما يرى جابر حسب نظامه: أنه يمكن (من الناحية النظرية) توليد الكائنات الموجودة في العالم الأرضي، من ذلك على سبيل المثال، توليد المعادن بالتدابير بما فيها الذهب.

ومما له دلالته الكبيرة بهذه المناسبة موقف ابن سينا، فلقد صنف «الكيمياء» فى رسالته «إشارات إلى علم فساد أحكام النجوم» في قائمة العلوم المزيفة: «أما غرضها فالجشع والميل إلى المعيشة المريحة، وأما فحواها فتوليد إكسير يزعم أنه يحول كل معدن خسيس إلى ذهب أو فضة دون عناء. ولقد كثرت الكتب في ذلك، وأما ما يحتمل أن يكون قد صنفه جابر والرازي وغيرهما فمجرد هراء، فلا يمكن توليد ما خلقه الله بالطبيعة، كما لا تشترك أعمال الإنسان في أعمال الطبيعة (٢) ولابن سينا نظرة أخرى إلى أصحاب الكيمياء ذكرها في الباب الخامس من كتابه «الشفاء» (٣)، و «ابن سينا يؤمن في هذا الكتاب بنظرية الزئبق- الكبريت في المعدن ويرفض رفضا قاطعا أفكار


) E.J.Holmyard. (١) هولميارد):
Alchemistendes Islamsim Mittelaterin: Endeavour ١٤/ ١٩٥٥/ ١٢١:
(٢)
A. F. Mehren, vuesd'Avicennesu rl'astrologiein: Museon ١٨٨٥, p. ٧, diealchemiedesav icenna: j. ruska
(كيمياء ابن سينا) في. isis ١٢ /٤٣٩١ /٧١:
(٣)
Avicennae Decongelationeet conglutinationel apidum ..
تحرير وتحقيق هولمياردو؛ ٨٥ D.C.Mandeville روسكا في المصدر المذكور أعلاه ص ١٨ - ١٩.