للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب الكيمياء، فهو يرى أنه من الممكن عمل معادن صلبة، حتى لكأنها ترى كما يرى الذهب والفضة، ولكن الأمر لا يعدو أنه زيف .. ويذكر ابن سينا قوله: «أنا لا أمنع أن يبلغ الزيف في التدقيق مبلغا يخفى الأمر فيه على الفرهة (١)، وأما أن يكون الفصل (٢) فلم يتبين لي إمكانه، بل بعيد عندي جوازه، إذ لا سبيل إلى حل المزاج (٣) إلى المزاج الآخر، فإن هذه الأحوال المحسوسة يشبه أن لا تكون هي الفصول (٤) التي بها تصير هذه الأجساد (٥) أنواعا، بل هي عوارض ولوازم (٦) وفصولها مجهولة، وبعبارة أخرى، فإن ابن سينا يعترف بأن الأجساد لها طبيعة مركبة، لكنها ثابتة التركيب ولا يمكن أن تتأثر بالصهر أو بتدابير كيميائية أخرى فهو يقول: «ويشبه أن تكون النسبة التي بين العناصر في تركيب كل جوهر من هذه المعدودة، غيرها في التركيب الآخر، وإذا كان كذلك، فلم يعد إليه، إلا أن يفك التركيب إعادة إياه إلى تركيب ما يراد إحالته إليه، وليس ذلك مما يمكن (بالصهر) بأدائه حفظ الاتصال، وإنما يختلط به شئ غريب أو قوة غريبة (٧)».

ولقد شغل موضوع موقف ابن سينا من الكيمياء، مؤرخي الكيمياء منذ القرن التاسع عشر (٨). إذ كان الباعث على دراسة هذا الموضوع في وقت مبكر أن ابن سينا كان في بعض الرسائل الكيميائية التي عرفت باسمه، قد اتخذ موقفا واضحا مناصرا للتحويل (تحويل المعادن)، وقد أجمع تقريبا على أن ثلاثا من هذه الرسائل تزييف لاتيني. وأما بخصوص الرسالة الرابعة فقد اختلفت الآراء في مدى صحتها حيث عثر على أصلها العربي.


(١) أي الحاذق «المترجم»
(٢) أي القلب أو التحويل «المترجم»
(٣) المادة أو المركب المرغوب تبديله «المترجم».
(٤) الفوارق أو الاختلافات «المترجم».
(٥) المعادن «المترجم».
(٦) نتائج بالمصادفة «المترجم»
(٧) هولميارد مجلة.١٢٤/ ١٩٥٥ /١٤ Endeavour
(٨) انظر ما يتعلق بالآراء المتباينة، روسكا) Die Alchemiedes Avicenna كيمياء ابن سينا) المصدر المذكور له آنفا، ص ١٤.