للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرسالة الأخرى وهي بعنوان: «رسالة فى المعادن وإبطال الكيمياء» فيفنّد البغدادي نفسه آراء الكيميائي.

وعلى أية حال فلقد بينت نتائج الدراسات السابقة بوضوح كاف أن الكيمياء العربية تمثل «علما» معترفا به: بأسسه الفلسفية والتجريبية (١). وقد بدأ الاعتراف بالروح العلمية في الكيمياء العربية منذ أن اكتشف هولميارد أن كيمياء جابر: «تمثل علما تجريبيّا منهجيّا» وأنه بالإمكان وضع جابر في مصاف: «بويل وبريستلي ولافوازية (٢)».

ولقد استطاع كراوس من خلال دراسته الواسعة الشاملة لمجموع جابر، وبعد هولميارد بنحو عشرين عاما، أن يدعم هولميارد فيما توصل إليه، وذلك بالرغم من أن كراوس لم يسلّم بأن جملة ذاك التأليف ترجع إلى عمل رجل واحد عاش في القرن الثاني/ الثامن، بل افترض أن المجموع كان من تأليف أصحاب «مدرسة»، زعم أنها كانت نشيطة من منتصف القرن الثالث/ التاسع وحتى منتصف القرن الرابع/ العاشر (انظر بعده ص ٢٥٢ وما يليها). ويهمنا من نتائج كراوس هذه المتعلقة بموضوعنا أن التفاصيل العلمية- الطبيعية قد انتظمت في كيمياء جابر ضمن إطار كبير استمدت معناها وصحتها منه فقط. «وما هي إلا استدلالات فلسفية تشكل في كل ناحية منطلق المؤلف الحقيقي وتمثل قوته، فهو لا يفتأ يؤكد أن ممارسة التقنية والناحية التطبيقية للعلم (عمل) لا يؤديان إلى شئ ما لم تأخذ النظرية (علم، قياس، برهان) مكانها كما ينبغي (٣)» وقد انتقد جابر سقراط (٤)، لأن سقراط لم يراع في نظامه الكيميائي إلا الناحية العملية ولأنه أهمل النظرية (انظر بعده ص ٢٢٨). ولقد تحقق لدارسي الكيمياء العربية كذلك أن الرازي الطبيب المشهور (ت: ٣١٣/ ٩٢٥) كان على


) ruska ,ne uebeitragezurges chichtederchemie (١) مقالة جديدة في تاريخ الكيمياء) المصدر المذكور أعلاه ص ٣١٢.
(٢) انظر بعده ص ٢٤٤
(٣) (التقرير السنوى الثالث) برلين ١٩٣٠ ص dri tterjaresbericht، ٢٥
(٤) وفقا للدور الذي يعزى له في الكتب المزيفة في الكيمياء.