للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اشتغال خالد بالصنعة؛ أما كتاب الأغاني (١)، وإن كان الحكم فيه غير إيجابي إذ جاء فيه أن خالدا شغل نفسه بطلب الكيمياء فأفنى بذلك عمره وأسقط نفسه، فإن في هذا الكتاب شهادة أخرى قديمة، فهي ترجع عن طريق المؤرخ المدائني إلى أحد عصريي خالد (٢). كذلك كتب المؤرخ المسعودي (ت: ٣٤٥/ ٩٥٦) في كتابه مروج الذهب، عن اشتغال خالد بالكيمياء ودوّن فيه ثلاثة أبيات من قصيدة في الكيمياء (٣).

والمسعودي نفسه خصص للكيمياء والكيميائيين بابا منفردا في كتابه التاريخي الضخم المفقود «أخبار الزمان». وأما البيروني (ت: ٤٤٠/ ١٠٤٨) فيصف خالدا بأنه أول فيلسوف مسلم، أخذ علمه عن دانيل. «daniel» (٤) ونحن ندين لابن النديم، الذي رأى من شعر خالد نحو خمسمائة ورقة ورأى «كتاب الحرارات» و «كتاب الصحيفة الكبير» و «كتاب الصحيفة الصغير» و «كتاب وصيته إلى ابنه في الصنعة» (٥)، ندين له بمعلومات واقعية في أعمال خالد في الصنعة ودوره بالنسبة لأولى الترجمات. هذا وقد ذكر لنا ابن النديم (٦) في موضع آخر أن خالدا استدعى عددا من العلماء اليونانيين ممن كان ينزل مصر وقد تفصح بالعربية وأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى اللسان العربي. وذكر ابن النديم، اصطفن القديم في جملة أولئك المترجمين (٧). واصطفن هذا هو- على ما يبدو- اصطفن ذاك الذي ذكره ابن النديم (٨) مع الصنعويين، وكان معلما من معلمي خالد والذي سمّاه خالد في رسالة من الرسائل:


(١) الأغاني ج ١٦ طبعة بولاق ص ٨٨؛ طبعة ساسي ص ٨٦.
(٢) المصدر المذكور له أنفا ص ٥.
(٣) «مروج الذهب» ج ٨ ص ١٧٦.
(٤) «الآثار الباقية» ص ٣٠٢؛ روسكا: صنعويون عرب arab ischealchemisten ج ٣ ص ٣١.
(٥) ابن النديم ص ٣٥٤.
(٦) ابن النديم ص ٢٤٢.
(٧) ابن النديم ص ٢٤٤.
(٨) ابن النديم ص ٣٥٤.