للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد احتج روسكا لدى التسليم بزيف رسالة خالد هذه، احتج قبل كل شئ بما افترضه ستابلتون stapleton من تضارب في التاريخ الزمني وبما أفادته المخطوطة ذاتها من أن الأصل من تصنيف خالد عام ١٠١/ ٧١٩ في دمشق في بيت خالد بن مسلمة بن زيد، كما احتج روسكا كذلك، بناء على مقتطفات ستابلتون stapleton باستعمال «النشادر» في الرسالة، والنشادر، كما يرى روسكا، لم يكن معروفا في السيمياء اليونانية وبالتالي لم يعرفه خالد عام ٧٠٠ ب. م.

ويمكن مواجهة حجتي روسكا الأخيرتين الطاعنتين في أصالة رسالة خالد بما يلي: لقد استطاع ستابلتون stapleton نفسه أن يتبين أن خالدا كان عام ١٠٢/ ٧٢٠ على قيد الحياة، فليس هناك إذن تضارب زمني فيما يفيد عن عمله عام ١٠١/ ٧١٩.

كذلك لم يبق لحجة روسكا الثانية التي تفيد أن النشادر لم يكن معروفا لا في عهد خالد ولا قبله، لم يبق لهذه الحجة ما تستند إليه، وأما فيما يتعلق بتحقيق ستابلتون stapleton عن طلحة بن عبيد الله فتجدر الإشارة إلى أن الرسالة تذكر أحد عصريي خالد، فلا بدّ أن يكون قد عاش في زمن خالد أكثر من رجل له نفس اسم طلحة بن عبيد الله الذي قتل في وقعة الجمل وقد ذكر ابن حجر اثنين منهم (١). هذا وقد يكون الأمر متعلقا بتصحيف في كتابة اسم ابن طلحة بن عبيد الله (٢) أو طلحة بن عبد الله (٣) (٤).


(١) طلحة بن عبيد الله بن كريز وطلحة بن عبيد الله العقيلي (التهذيب ج ٥ ص ٢٢).
(٢) لقد سمي أحد أبناء طلحة المشهور، آنذاك: «ابن طلحة بن عبيد الله» (ابن سعد ج ٨ الطبعة الأولى، ص ٩٩، س ٦، يحتمل أنه هو موسى بن طلحة بن عبيد الله الذي توفى عام ١٠٣/ ٧٢١، انظر ابن حجر: التهذيب ج ١٠ ص ٣٥٠ - ٣٥١.
(٣) على سبيل المثال: طلحة بن عبد الله بن عوف، توفي عام ٩٩/ ٧١٧، المصدر السابق ج ٥ ص ١٩.
(٤) خلال رحلتي الأخيرة استطعت أن أمحص الفقرات المعنية في مخطوطة رامبور وطهران واسطانبول. لقد خرجت بانطباع أن في هذه المخطوطة الكثير من الأخطاء وأن عنوانها لم يضعه المؤلف. هذا ويتراءى لي أن مخطوطة طهران وهي الأحدث (١٢٩٣ هـ) أنها إما نسخة مباشرة أو غير مباشرة عن مخطوطة رامبور.
أما المخطوطة الثالثة من هذه الرسالة، وهي الأقدم، والتي تفيد أنها النسخة الرابعة لنسخة المؤلف بخط يده؛ أما هذه المخطوطة فقد أكدت ما ذهبت إليه. فلقد جاء في الفقرة المعنية مايلي: «عالجت ابن أبي عبيد الله»، الأمر الذي يدعو للاعتقاد أن كنية طلحة كانت أبا عبيد الله، أي أن ابنه سمي على اسم جده. المخطوطة: نور عثمانية ٣٦٣٣ (١٧١ ب- ١٧٣ ب، القرن التاسع الهجري، و ١٧٢ ب الفقرة التي هي موضع تساؤل). فيها: « .. خالد ... جوّد لولده كتابا، ( ... ) حروفا بخطه وتركه ميراثا لولده ويقول في النسخة التي كتبها: هي كتابي بخطي في سنة إحدى ومائة في دار لخالد بن أبي مسلم ...
والنسخة التي كتبها بخطه هي هذه، ونسخت هذه النسخة من ثالث (sic) نسخة نسخت منها على ما وجد ... ». (المؤلف).