للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنها لنظرة غير موضوعية البتة أن يسلم هكذا ودون إمعان: بأن كل الأسباب الأولية المتعلقة بمعرفة الكيمياء كانت مفقودة في المدينة وحول جعفر، وروسكا نفسه اقتبس عن الشهرستاني خبرا يفيد أن جعفرا عاش «في بادئ الأمر في المدينة» ثم ما لبث أن يمم وجهه شطر العراق ولبث فيه أمدا طويلا (١). وبهذه المناسبة فلقد نبّه ستابلتون stapleton إلى حقيقة ذات أهمية بالغة هي أن جعفرا كان ابن خالة خالد ومن المرجّح جدّا أنه عرف كتبه (٢). أما ما يتعلق باستنتاج روسكا الموسع، من أنه ينبغي اعتبار كل كتب جابر التي تتخذ من جعفر الصادق معلما وأستاذا، كتبا مزيفة، فإن روسكا لم يستطع تقديم قرينة واحدة في ذلك. وجاء كراوس فيما بعد وناقش علاقة جابر ب جعفر (٣). وغني عن البيان أن موقفه كان موقف الرفض، فهو ينطلق أصلا من منطلق أن مجموع جابر هو من إنتاج القرن الثالث أو الرابع الهجري.

ونحن لا نرى ما يمنع تاريخيّا من أن جعفرا نال في زمانه وفي محيطه معارف في الصنعة. وتصوّرنا هذا تعززه، أصالة كتب جابر، الأمر الذي بيّناه في موضع آخر من هذا الكتاب (انظر بعده ص ٢٩٧). وتغدو فكرة اشتغال واهتمام إمام الشيعة السادس بالصنعة أكثر قبولا، إذا ما أخذ بعين الاعتبار حقيقة أخرى من حقائق العلوم العربية وهي أن نظرية الميزان كانت في العهد الأموي منتشرة بين الغنوصيين الشيعة، وما المغيرةبن سعيد الغنوصي (ت: ١١٩/ ٧٣٧) المعاصر لحدث لخالد بن يزيد (انظر بعده ص ٢٧٤) إلا الممثل المشهور لتلك النظرية.


(١) روسكا في مصدره الآنف الذكر ص ٢٠.
(٢)
« ... thattheimamjafar as- sadiq (throughhisbeinga cousinbymarriage, ofkhalid) wasalmost certainlyacquain tedwithkhalid'sa lchemicalwriting s, andifso, propablyutilised this knowledgeasanadd itional'backgrou nd'tohisimamate» , isis ٢٦/ ١٩٣٦/ ١٣٠.
انظر فيما يتعلق بقرابة جعفر بالنسبة لخالد، ابن قتيبة: معارف ٨٧، ١١٣. أما رملة زوجة خالد فكانت إحدى عمات القاسم بن محمد بن أبي بكر وكانت ابنة القاسم هذا أم جعفر.
(٣) كراوس، i مقدمة. lv -lvii