للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحن نتفق (١) وستابلتون stapleton في أنه ليس هناك شك في معارف جعفر الصادق بالصنعة، بيد أنه لم يتضح بعد فيما إذا ألّف جعفر رسائل في ذلك أم لا. ومما يلفت النظر أن جابرا، الذي ما فتئ يثني على مستوى أستاذه جعفر الرفيع في علم الصنعة، والذي نسب إليه آراء كثيرة، إن جابرا هذا لم يذكر لجعفر رسالة واحدة قط، ولطالما ذكر جابر الفقرات التي انتقدها أستاذه جعفر في كتبه، والرسائل التي أقرّها والرسائل الغامضة التي لم يقرها. الأمر الذي يقتضي أن جابرا صنف جزءا من مؤلفاته في حياة الأستاذ. فإذا سلمنا بأصالة كتب جابر وبصحة بياناته بالنسبة لجعفر، فهل لنا أن نتصور أن جعفرا لم يصنف أي كتاب؟ فمن أين جاءت إذن تلك الكتب المتداولة باسمه؟ أهي زيوف؟ ولعل الموضوع ينجلي إذا ما درست الرسائل المعنية والآداب العربية الصنعوية دون سابق رأي في ذلك. ونحن نرى مؤقتا أن تلك الرسائل جمعت أو حررت بصورة رئيسية من قبل تلاميذ جعفر. ففي مجال الفقه، صنف، كما خبرنا، تلاميذ الباقر وتلاميذ جعفر ٤٠٠ رسالة (انظر gas م ١ ص ٥٢٥). وبهذه المناسبة، فإن ما ذكر عن تأليف رسالة «الجعفر» هو أمر له دلالات كبيرة. فلقد سبق للمعتزلي بشر بن المعتمر (ت: ٢١٠/ ٨٢٥، انظر gas م ١ ص ٦١٥) أن ذكر (٢) أن هذا الكتاب هو الكتاب الذي ضلل الشيعة ولم يتأكد بشر فيما إذا جمع هارون بن سعد العجلي (ت نحو ١٥٠/ ٧٦٨، انظر gas م ١ ص ٥٦٠)، تلميذ جعفر، فيما إذا جمع الكتاب باسم الأستاذ أم أنه رواه باسمه فقط (٣).

هذا ولم يذكر لنا ابن النديم شيئا عن عمل جعفر الصادق في الصنعة، ولكنه أعاد إلى الأذهان، بمناسبة ذكر كتاب مجهول «الهليلجة» (كتاب في ال (myrobalanum نفي الرواية التي ذكرت أن جعفرا ألّفه (٤). ولا يقدم ابن النديم وللأسف أي تعليل


٨٤/ ١٩٤٩ /٣ ambix (١) ن.
(٢) الجاحظ: الحيوان م ٦ ص ٢٨٩.
(٣) ابن قتيبة: تأويل مختلف الحديث، القاهرة ١٣٢٨ ص ٨٤ - ٨٥؛ ابن خلدون: مقدمة (ترجمة (rosenthal م ٢ ص ٢٠٩؛ ت. فهد ii ,ei: ص ٣٧٧.
(٤) الفهرست ص ٣١٧.