اللاتينية، بمؤلفات جابر بن حيان، كما حاول أن يبين أن مؤلفات جابر العربية بعيدة أشد البعد عن كتب- جبر هذا .. فلا تنقص المؤلف العربي كل معرفة بالحقائق الجديدة الأصيلة المتوافرة في الكتب اللاتينية فحسب، بل يستحيل على المرء أن يجد في الكتب اللاتينية صفحة واحدة أو مقطعا يمكن عده ترجمة عن المؤلفات العربية. (برتلو في La Chimieau Moyen Age: المجلد الثالث ص ٢٣).
وبالرغم من أن هولميارد تناول هذه المسألة بالدراسة والمناقشة، وبالرغم من أنه توصل عام ١٩٢٢ م إلى أن الكتب اللاتينية باسم جبر المزعوم-، ما هي إلا ترجمة لكتب جابر بن حيان المتوافرة باللغة العربية، وأن جابرا عاش في القرن الثامن الميلادي، وهو- كما يراه هولميارد- مؤسس الكيمياء الحديثة، بالرغم من هذا كله فقد أصر روسكا على أن تلك الكتب اللاتينية والجزء الأعظم من الكتب التي ذكرها ابن النديم باسم جابر ما هي إلا كتب مزيفة ومدسوسة على جابر بن حيان.
أما باول كراوس، وهو أكثر من اشتغل بمسألة جابر، وكانت لدراساته الجامعة الشاملة الأهمية العظمى حتى وقت قريب، فقد نشر عام ١٩٤٢/ ١٩٤٣ م كتابا فى مجلدين، سلّم في وقتها بآرائه التي جاءت فيه والتي تتعلق بحياة جابر وبمؤلفاته، أنكر في المجلد الأول صحة نسبة كتب جابر إليه، وزعم أنها مؤلفات مزيفة صنعتها طائفة من الكيميائيين الشيعة ما بين النصف الثاني من القرن التاسع والنصف الأول من القرن العاشر الميلاديين، وذكر في المجلد الثاني أن النظريات الكيميائية المنسوبة إلى جابر المزعوم- لا تمت إلى السيمياء القديمة بصلة، وذلك لأن كلمة (النشادر) وردت في الكتب المنسوبة إليه مع أن النشادر مادة لم تعرف إلا في زمن متأخر كانت الصنعة قد تطورت فيه، كما أن في هذه الكتب رفضا لاستعمال الألغاز التي اشتهرت بها السيمياء القديمة.
وقد تصدى المؤلف في كتابه الذي بين أيدينا لهذه الآراء والنظريات وراح يفندها رأيا رأيا، منطلقا من أن المقالات والكتب التي نشرت فيما مضى لم تعط صورة واضحة