للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بالنسبة لموضوع أصل علوم جابر والروافد العلمية الطبيعية في زمانه، ففي ذكر المدارس الفلسفية والفلسفية الطبيعية أغنى إيضاح.

هذا وقد ذكر عند سرد الآراء المختلفة المتعلقة بالدوائر المركزية، ذكر رأي معلميه ومدرسته الفلسفية في الفارق العظيم بين عالم العقل وعالم النفس (١). وذكر جابر كذلك المدارس التي كانت تعمل الأكاسير من المواد المعدنية والمدارس التي كانت تعملها من المواد الحيوانية والنباتية (٢). كذلك فإنه يؤخذ من عبارة لجابر: أنه كان في زمانه طائفة من أهل الصنعة كانوا يسمون بالنسبة لعلم الميزان، «أصحاب بليناس الإسلاميين (٣)».

إن المناظرات المتعلقة بإمكانية التوليد هي موضوع كلام مهم جدّا في كتب السبعين، والمدافعون عن هذه الإمكانية ومنهم جابر يسمون أصحاب الطبائع (٤).

ويظهر أن آخر تطور للأفكار الفلسفية الطبيعية قد بلغ أقصاه عند هذه الطائفة التي فضلها (٥) جابر على سائر الطوائف التي كانت موجودة في زمانه. أما استخدام الكلمة xuols من الكيفيات، على سبيل المثال، الذي لم يكن، على ما يظهر واضحا لدي بليناس، وهو من أهم مصادر جابر (يرجع الكتاب المزيف المشكوك فيه، كتاب العلل، يرجع في الغالب إلى القرن الخامس بعد الميلاد، انظر قبله ص ١٢١)، فقد عرفه أصحاب الطبائع في العصر الإسلامي (٦).

هذا ويبين لنا انتقاد جابر لرأي أهل زمانه من الصابئة الذي يفيد بتدرج بناء


(١) مختار رسائل ص ٤٠٧؛ كراوس ii ص ١٤١.
(٢) المصدر السابق ص ٣ - ٤.
(٣) كتاب الأحجار في مختار رسائل ص ١٤٤؛ كراوس ii ص ٢٩٠.
(٤) مختار رسائل ص ٤٦١؛ كراوس ii ص ٩٨.
(٥) كراوس ii ص ١٦ - ١٧.
(٦) المصدر السابق ص ١٦٥ - ١٦٦، ن ٧.