للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كذلك فقد وصف جابر أحد معاصريه بأنه صنعوي فاضل، تحدث معه في الصنعة بوجود إسحاق بن موسى بن يقطين (١).

وقد أحال مرة، بصدد الأعمال المعاصرة في زمنه المتعلقة بالصنعة، في كتابه «كتاب الخواص» أحال إلى الفضل بن يحيي البرمكي (ت: ١٩٣/ ٨٠٨، انظر بعده ص ٣٩٦) لتدبير دهن يشمّع به الحرير ويمنع تسرب الماء. وقد ذكر جابر أنّ الفضل أخذ هذا التدبير عن مقطّعات من كتاب قديم، لم يكن ليعرف فيه المؤلف ولا العنوان (٢).

ولطالما ذكر جابر أعمال معاصريه دون أن يسميهم، يقول على سبيل المثال «قال بعض أصحابنا فيه شيئا يزعم أنه امتحنه ... » أو «بعض حكمائنا في زماننا نحن» أو «ذكر بعض الفلاسفة الذين معنا» أو «وقد خرج لأهل زماننا في التجربة أشياء عجيبة (٣)».

وقد صنف جابر، كما ذكر هو نفسه، كتابه الذي وصل إلينا، «كتاب الواحد الثالث» وكتابين آخرين خصهما لصنعوي لم يذكر اسمه، قدم إلى جابر من بلد آخر فأقام عنده مدة. « ... لقد أفنى عمره بحثا عن معرفة الطبائع ... (٤)».


(١) هذه المحادثة محققة في مختار رسائل ص ٣٠٩ - ٣١٠، ترجمها كراوس في مجلة؛ ٢٥/ ١٩٣١ /١٥ isis وانظر كذلك كراوس i ص. xxxix
(٢) كراوس ii ص ٧٨ - ٧٩.
(٣) «قال بعض أصحابنا فيه شيئا يزعم أنه امتحنه ويكاد أن يكون حقا»، «بعض حكمائنا في زماننا نحن»، «وذكر بعض الفلاسفة الذين معنا في الزمان أيضا»، «وقد خرج لأهلزماننا في التجربة أشياء عجيبة في مثل هذه الأشياء». (كراوس، ii ص ٨٨، ن ١٠).
(٤) «فإنه ورد بلدنا رجل من أهل هذه الصناعة قد أفنى عمره في معرفة الطبائع والرموز البعيدة ثم لم يحل من ذلك بطائل ووقعت الصداقة بيننا بقراءة بعض كتبنا وبين قدر ما معه من هذا العلم .. » (كراوس i ص ١٢٦).