للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النمط، التى عوّل جابر عليها، تحمل أسماء سقراط وأفلاطون وفرفوريوس وأبولونيوس وغيرهم، وأحيانا عوّل على الطوائف الآنفة الذكر من أهل زمانه، وطوائف أقدم منها بزمن قليل.

ولما كان الرأي المتمثل في هذا الكتاب والمتعلق بزمن نشأة الكتب المزيفة المذكورة مطروحا للمناقشة، adhoc فلربما يكون من الأهمية لو استطيع أخذ بعض القرائن من المصادر التى ليس زمانها موضوع جدل. وقد يكون في بعض القرائن المهمة التى قدمها لنا كراوس دلالتها الكبيرة فيما يتعلق بهذا الغرض. أما أنا فأعتقد أنه أخطأ فى تقويمها، وربما يكمن أحد هذه الأسباب المهمة فى أن العنصر المميز للصنعة الجابرية، أى تدبير الأكاسير من مواد عضوية، والتدابير الصنعوية بالنشادر من مواد غير عضوية وعضوية، أن هذا العنصر لم يثبت فى النصوص اليونانية التى وصلت إلينا. فبحث كراوس- متأثرا بروسكا على الأرجح- عن أصل هذا المنهج فى المجال اليونانى- الشرقي أو في المجال الساسانى. أضف إلى ذلك أنه عدّ الكتب المزيفة المذكورة زيوفا شرقية وبالتالي حدد زمانها متأخرا أي في عصر إسلامي (١).

من أهم بيانات كراوس المتعلقة بموضوعنا هذا، إشارته إلى دور الأفلاطونيين المحدثين. فلقد وجد فى شروحهم الصنعوية نظرية تتفق أصولها مع نظرية جابر، وبهذا ذكّر كراوس بأسماء كل من Heliodoros و Stephanos و Christianos و Olympiodoros بهؤلاء الذين عاشوا خلال القرن السادس والسابع الميلاديين. ومما له دلالات كبيرة هو ما وجد من أن christianos رتّب التدابير الصنعوية (oixovouiai) وفقا لعدد العناصر المستعملة أي التدبير بناء على أربعة أو ثلاثة عناصر أو عنصرين أو عنصر، إذ تذكّر مقارنته التدابير الأربعة هذه بالأشكال الهندسية، ويذكر تصنيفه لتدابير مختلفة وفقا للأصول العددية السحرية، يذكّر هذا بتأملات جابر (٢). أضف إلى ذلك أن


(١) كراوس؛ ٥٨، ٤٩، ٤٢ - ٤١، ii وانظر رأيه في نشأة الكتب المزيفة المحفوظة باللغة العربية، انظر بعده ص ٢٢٥.
(٢) كراوس، ii ص ٣٧، ١٧٩، ن ١.