للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تطرأ على أرضنا على الأقل (١). هذا ونجد عند macrobius ذاته (٢) عبارة أخرى لجابر، عبر فيها عن انتقال النفس من دائرتها الخاصة إلى الدوائر الأخرى وحتى تصبح مرئية بلفظ «سباحة».

أما فيما يتعلق بأحدث حقبة من حقب السيمياء الأفلاطونية الجديدة، السيمياء التى كان منها التأثير المباشر أو على الأصح غير المباشر، فلا بد من القول بأن هناك رسالة تعزى إلى القيصر البيزنطى هرقل herakleios من أهل زمان اصطفانوس، جاء فيها مفهوم في الصنعة وفي الكوسمولوجيا مشابه لمفهوم الميزان (٣).

فإذا ما أردنا أن نجد، بعد هذا الكلام وبناء على المصادر التى ذكرها جابر، بعض القرائن التي تتعلق بموضوع تحديد الزمن، فعلينا أن نتذكر أول ما نتذكر أن الكتب المزيفة كانت أهم وأغلب المصادر التي اقتبس عنها. هناك وفرة من المصادر اليونانية الأصيلة، ذكرت كذلك، إلا أن أهميتها ثانوية كما يؤخذ من كل إحالة إليها.

كذلك تبدو هذه الظاهرة بالنسبة لبعض المصادر المزيفة. لقد عرف جابر جميع المؤلفين المزعومين المشهورين في الصنعة العربية تقريبا وكثيرا ما استشهد بوجاهتهم بالنسبة لمسائل متنوعة (أو ناقشهم منتقدا)، غير أنه عوّل عند تركيب نظريته وتأسيس نظمه، على عدد معين من المؤلفين المزعومين، يؤخذ من زمن نشأتهم أنهم كانوا أحدث المؤلفين وأنهم فاقوا، على ما يبدو، بأعمالهم منجزات الأوائل. ويقع فى طليعة هؤلاء من المصادر: سقراط وأفلاطون وفرفوريوس وديمقراطيس وأغاذيمون وأبولونيوس التيانى (بليناس). ويبدو أن الكتب المنحولة إلى بعض هؤلاء المذكورين قد بدأ


(١) المصدر السابق ص ١٢٥.
(٢) المصدر السابق ص ١٦٠، ن ٢، ص ٢٠٤، ن ٢.
(٣) في «كتاب الواضح في فك الرموز» ل «الطغرائي» باريس ٥٠٩٩، ٢١٤ أ، انظر كراوس ii ص ٣١٤، ن ٤.