للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليونانية وباللغة العربية. ومما يذكر بهذا الصدد، على سبيل المثال، إشارتان مهمتان لكراوس: صياغة جابر لنظرية علم التوليد ثم نظرية جابر في الموت على أنه انفصال الجسم من النفس وهذا مشابه كل الشبه لنظرية عرضها مؤلف إحدى رسائل هرمس (١). وحتى تلك النظرية المهمة ضمن الكوسمولوجيا الجابرية، والتى تفيد أن الطبائع تتألف من الكيفيات الأربع التى ترجع إلى جوهر واحد، وحتى هذه النظرية فموجودة فى الرسالة الهرمسية «كتاب الاستوطاس» (٢).

ويعدّ زوسيموس (من المحتمل أن يكون عاش فى القرن الرابع بعد الميلاد) الصنعوي اليوناني الأصيل الوحيد الذى ذكر جابر كتبه من بين ما ذكر من مصادره، فذكر من كتبه «كتاب العشرة»، وله عنوان آخر كذلك هو: «كتاب مفاتيح الصناعة» و «كتاب الميزان» وشرحا ل ديمقريطس المزعوم (٣)

. وكراوس يشير إلى أنه، بالرغم من الأسلوب المرموز ذي المعنيين في كتب زوسيموس، بالرغم من ذلك فإنه يمكن إيجاد بعض الأسس التي استخدمها جابر في بناء نظامه، وأما مفهوم زوسيموس: السيمياء تتألف من تدبيرين متضادين، من انفصال الروح عن الجسم واتحاد الروح بالجسم أو من تفكك وتركيب الطبائع (٤) الجسمية، أما هذا المفهوم فيذكّر بالعلم الجابرى فى عودة المعادن إلى أجزائها اللاجسمية ثم حلول الطبائع فى أجسام جديدة. غير أن رسائل زوسيموس المرموزة هذه لا يمكن لها أن تساهم فى تفسير الاستدلالات الجابرية، وإنما رسائل (زوسيموس) العربية هي التي تمكّن من القاء شئ من الضوء على العتمة الباطنة، العتمة التى غمر زوسيموس «العلم السيميائى» (٥) بها، فقد وجد كراوس شيئا من الشبه في المصطلح بين جابر وبين رسالة زوسيموسية يونانية إلّا أنه يشك في أصالتها (٦) «في صحة نسبتها إلى المؤلف». ولن


(١) الكتب الهرمسية ٢٦، ٢٣٢، i) ١٦، ٢، xii ل، (scott كراوس، ١٢٤؛ ii ن ٦.
(٢) انظر قبله ص blochet؛ ٣٨ في؛ ٦٦ - ٦٢/ ١٢ - ١٩١١/ ٤ rso: كراوس ii ص ١٧٥ ن ٢.
(٣) كراوس i ص ٤٣، ن ٦.
(٤) برتلو coll.: م ٢ ص ١٠٧؛ كراوس ii ص ٣٦.
(٥) كراوس ii ص ٣٦.
(٦) المصدر السابق ص ٣٧، ن ٧.