للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلك ثان، هو فلك العقل المتطابق مع فلك الحرارة وفلك الرطوبة، ثم انفطر فلك ثالث، فلك النفس المتطابق مع فلك الرطوبة، ثم كان الفلك الرابع فلك العقل المتطابق مع فلك البرودة وفلك الرطوبة (١). وقارن المؤلف مزائج العناصر المختلفة مع أشكال متوازي الأضلاع المتنوعة، وهذا شديد الشبه بعلم جابر (٢). يظهر أن هناك كتبا مزيفة كثيرة أخرى ساهمت، إلى جانب هذه الكتب، فى إغناء معارف جابر.

وسيكون الكشف الدقيق عن هذه الكتب مهمة البحوث المقبلة، أما بالنسبة لكتب المصححات العديدة فلم يصل إلا «كتاب مصححات أفلاطون». وبناء على هذا الكتاب ذي المحتوى المهم جدّا فنحن محقون إذا خمّنا أن خسارتنا لمصادر العلوم العربية الناجمة عن ضياع كتب المصححات الأخرى هي خسارة كبيرة جدّا. فلا يكفى ما عرف في مجموع جابر من آثار كتب فرفوريوس وأرسطوطاليس و archigeness و homer وديمقراطيس، لا يكفى هذا في تكوين صورة صحيحة حول ما ألّف من كتب المصححات في هذا المجال.

أما في موضوع علاقة جابر بالكتب التي تعزى إلى هرمس، فالظاهر أن أثر هذه الكتب المباشر كان ضئيلا جدّا. ومع أن جابرا يطلق على هرمس لقب «شيخ الحكماء» (٣)، ومع أنه عرف بعض ما اكتشف باسم هرمس، إلا أنه لم يعتمد- بغض النظر عن «اللوح الزمردى» الواقع ضمن إطار مشكلة «كتاب العلل» (انظر قبله ص ١١٨) - على كتاب صنعوى من كتب هرمس. أما الكتابان اللذان ذكرهما واستعملهما جابر: «كتاب سر الجواهر المضيئة في علم الطلسمات» و «كتاب في تشريف الطلسمات على سائر الصناعات» فما من مجال الشعوذة، المجال الذي اعتمد جابر فيه كثيرا على العلوم التي تعزى إلى هرمس (٤). وربما كان من المحتمل اكتشاف بعض القرائن الأخرى المتعلقة بتفسير أصل علوم جابر، في كتب هرمس المحفوظة باللغة


(١) المصدر السابق ص ٢٩٩ ون ٣.
(٢) المصدر السابق ص ١٧٩، ن ١.
(٣) كراوس، ٤٤، ii ن ٥.
(٤) المصدر السابق.